تقرير حقوقي: هيئتا "الإنصاف ورفع المظالم".. استخبارات حوثية للانتقام من المعارضين
أكدت منظمة حقوقية مقربّة من مليشيا الحوثي أن "هيئة رفع الظلم ولجنة الإنصاف" اللتين استحدثتهما مؤخرًا كجهاز موازٍ لأجهزة الدولة، فخ استخباراتي؛ للإيقاع بالمواطنين الذين يتقدمون بشكاوى عن الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري.
واستحدثت مليشيا الحوثي ضمن محاولتها احتواء غليان شعبي جراء مظالم مشرفيها "هيئة رفع الظلم ولجنة الإنصاف" اللتين تتألفان من أعضاء حوثيين، بمن فيهم أولئك الذين يُحتمل أن يكونوا متورطين في الشكاوى؛ كجهاز استخباراتي للإيقاع بالمواطنين الرافضين للمليشيا، ما يخلق مخاوف موثوقة من الأعمال الانتقامية.
ووفقًا لتقرير "عُدنا إلى الصفر" الصادر عن منظمة "مواطنة"، المقرّبة من المليشيا، فلا تعمل أيٌّ من الهيئات المتعلقة بالإنصاف بشفافية، ولم تحدد نوعية المساعدة والإنصاف الذي يمكن أن تقدمه، كما يختلف عملها من محافظة إلى أخرى.
وبحسب محامين قابلتهم المنظمة، فإنّ الهيئتين كانتا في بعض المحافظات تقبلان القضايا التي لا علاقة لها بانتهكات مليشيا الحوثي، بما في ذلك الحالات التي أتاحت إمكانية التربُّح للوسطاء.
وأشار التقرير إلى أن الهيئتين اللتين أنشأتهما مليشيات الحوثي مؤخرًا للاستماع إلى شكاوى المواطنين ضد عناصرها، لم تُقدّما أي مساعدة أو تعويض للمظلومين، وعرّضت- في بعض الأحيان- مقدمي الشكاوي للخطر.
وأكد التقرير أن الأشخاص الذين قدَّموا شكاوى إلى الهيئتين حول مظلومية ذويهم في سجون المليشيات تعرضوا لإجراءات انتقامية، ومارست المليشيات مزيدًا من الإساة والمعاملة القاسية على المحتجَزين.
وأوردت المنظمة في تقريرها، شهادات لمحامين أكدوا أن اللجنة رغم تسميتها لجنة الإنصاف، إلا أنهم لم يجدوا الإنصاف منها، وكل ما تلقوه مجرد وعود لم تتحقق أبدًا، كما حدث مع اللجان السابقة.
وأجرت منظمة مواطنة مقابلات مع 16 شخصًا من المدنيين والمحامِين الحقوقيّين الذين تفاعلوا مع هذه الهيئات المتعلقة بالإنصاف التابعة للحوثيين، وكان جميعهم قد سعوا في التماس المساعدة أو الإنصاف في القضايا المتعلقة بالاحتجاز التعسفي وحالات الاختفاء، وأوضحوا أنهم لم يتلقوا أي شكل من أشكال الإنصاف.
وأضافت المنظمة أنها أجرت 11 مقابلة إضافية ذات صلة بالتعويضات وجبر الضرر مع مدنيين تضرروا على يد مليشيا الحوثي، وتبيّن أنهم لم يحصلوا على تعويضات.
واستدل التقرير بأنه بعد أيام قليلة من إضرام مليشيا الحوثي حريقًا مميتًا في مركز احتجاز مهاجرين مكتظ في صنعاء أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الأشخاص، وعدت المليشيا بالتحقيق وتعويض المتضررين؛ لكنها هاجمت المهاجرين المحتجين على الحريق.