وسط باحة مظللة بألواح من الصفيح لحمايتهم من أشعة الشمس، يتلقى طلاب المخيم الصيفي في مديرية المخا، دروساً في مهارات عدة، إنه جزء من نشاط متعدّد في هذا المخيم الذي يدخل أسبوعه الثاني.
 
ويضم المخيم، الذي تدعمه دائرة الشباب في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، المئات من الطلاب ممن تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشر إلى العشرين عاماً، إذ يتلقون دروساً في المهارات الحياتية، فضلاً عن دروس تقوية في المواد العلمية.
 
وخلال فترة ما بعد الظهيرة، يُوزَّع الطلاب في فرق للعب كرة القدم، فيما آخرون يشاركون في لعبة الشطرنج، وفرقة أخرى للعب كرة السلة.
 
وفي الجهة المقابلة لباحة مدرسة الزهراء، تنتصب صور عدة ضمن معرض للصور لكشف جرائم مليشيات الحوثي في حق أطفال ونساء اليمن، إضافة إلى انتهاكاتها بحق دور العبادة.
 
يقول "محمد علي قوح"، أحد مشرفي المخيم الصيفي، إن كشف جرائم مليشيات الحوثي بحق الأطفال، فضلاً عن تعزيز قيم الولاء الوطني للأجيال الصاعدة، يعد مهمة وطنية.
 
ويواصل "قوح" حديثه بالسخرية من المخيمات الصيفية التي تقيمها مليشيات الحوثي، قائلاً: هذا هو الفرق بيننا وبينهم، حيث تستغل المليشيات المخيمات لجذب الأطفال ودفعهم إلى جبهات القتال، لكنهم لدينا يتلقون دروساً ومهارات يومية، فضلاً عن ممارسة أنشطة رياضية متعددة.
 
يضيف: "نعيد الأطفال إلى أسرهم وقد اكتسبوا مهارات جديدة، فيما تعيدهم مليشيات الحوثي، داخل توابيت، جثثاً هامدة، وذلك هو الفرق بين من ينشد الحياة للأطفال ومن يكيد لهم أسباب الموت".
 
ولا يقتصر عمل المخيمات الصيفية في مديريات الساحل الغربي على تنمية عقول الأطفال فحسب، إنما تحصينهم من الأفكار الهدامة.
 
ويرى أمين عبدالواسع الأصبحي، أن الهجمات الفكرية الشرسة لمليشيات الحوثي تستدعي إقامة مخيمات صيفية في كل مكان، وأن تحصين النشء من خرافة عملاء إيران ينبغي أن تشمل كافة مدن الجمهورية.
 
ويضيف الأصبحي، وهو مدرب رياضي في أحد مخيمات الساحل، إن قيادة المقاومة الوطنية تعمل جاهدة على تحصين النشء من مخاطر السموم الفكرية لمليشيات الحوثي الكهنوتية، ذلك أن توعية الشباب من مخاطر الأفكار الهدامة، أصبحت ضرورة وطنية مُلحة.
 
وخلال السنوات التي أعقبت تحرير المخا، عملت قيادة المقاومة الوطنية على تنظيم المراكز والمخيمات الصيفية بهدف صقل شخصيات الأطفال وتقويتها، ناهيك عن اكتشاف مواهبهم المتعددة.
 
وأظهر العديد من المشاركين في المخيم مواهب في الشِّعر وفي الألعاب الرياضية وفنون متنوعة.
 
أوقات ممتعة 
 
يقضي المشاركون في المخيم أوقاتاً ممتعة، نظراً للجوانب الثقافية والتربوية والترفيهية التي توفرها لجان المخيم. 
 
ومن بين المشاركين في المخيم أطفال قدِموا من مناطق ريفية، حيث تعد المشاركة في هذه الأنشطة تجارب جديدة بالنسبة لهم، وهو ما جعلهم يشعرون بالسعادة لمشاركتهم فيها.
 
ويقول أحمد نجيب، وهو طفل في الخامسة عشر من العمر، إن أكثر ما يفرحه هو المشاركة ضمن فريق منظم للعب كرة القدم، وهو نشاط غير معتاد عليه، كونه يقضي أغلب أوقاته في مساعدة أسرته على كسب رزقها من خلال العمل مع أحد أقربائه كصياد في البحر.
 
ويعبر نجيب، الذي كان ينظر إلى صور لطفل مزقته قذيفة حوثية في معرض للصور، عن امتنانه الكبير للقائمين على هذا المخيم، ويرى أن ذهنه تفتق على أشياء كثيرة لم يكن يعرفها أو يدرك مآربها من قبل.
 
ويشير إلى أنه اكتسب معلومات قيّمة عن مدى خطورة مليشيات الحوثي، وكيف تدفع بأقرانه الصغار إلى جبهات القتال لتعيدهم إلى ذويهم جثثاً هامدة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية