تفجير المنازل سلوك حوثي إجرامي يضاهي داعش ولا يحظى بالإدانة
في الثامن من أغسطس الحالي وقف إبراهيم مثنى وأبناؤه الخمسة بحسرة على أطلال منزلهم المدمر وذلك بعد ساعات من قيام مليشيات الحوثي بنسفه كليا في منطقة الشقب جنوب شرق تعز.
كانت واقعة قاسية، تختزل مآسي المئات من المدنيين الذين دمرت مليشيات الإجرام منازلهم وباتوا اليوم في العراء بلا مأوى.
ففي أعقاب معركة محدودة بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي، استطاعت مليشيات الإجرام الوصول إلى منزل إبراهيم مثنى ومنزل آخر مجاور له يعود لفؤاد سعيد.
زرعت حولهما كمية من الديناميت وقامت خلال لحظات بتسويتهما بالأرض، في جريمة تذكر بالسلوك الوحشي للجماعة الإرهابية.
كانت لحظات قاسية لإبراهيم وفؤاد وهما يشاهدان منزليهما من تلة مجاورة ينهاران أمام اعينهما دون القدرة على التصدي لذلك.
وهي لحظات عاشاها، ولا يزال يدفع محنتها الآلاف من المدنيين ممن فجرت منازلهم وباتوا في العراء منذ سيطرة مليشيات الحوثي على البلاد حتى اليوم.
بغضهما للمليشيات هو السبب
إبراهيم وفؤاد، مدنيان من منطقة المشهوث بالشقب مديرية صبر ، كثيرا ما أظهرا بغضهما لمليشيات الحوثي ، وكانا يعبران عن ذلك بممارسة أنشطة اجتماعية مناوئة لها .
ويبدو أن نشاطهما الاجتماعي سبب صداعا مزمنا لمليشيات الإرهاب الحوثية، فقررت معاقبتهما على ذلك النحو السيئ.
بدأ العقاب للكثيرين قاسيا وينم عن فجور لا حدود له، فتدمير المنازل هو تدمير لروح الترابط الأسري بين أفراد العائلة، إنه ببساطة الحاضن الأول لذلك الشعور، وهو الذي دائما ما يجعل أفراد العائلة ينعمون بالطمأنينة فيه، ويمنحهم انطباعا لا نهائيا بالأمان.
فمليشيات الحوثي تدرك أن تفجير المنازل هو عقوبة أشد وطأة، يدفع أكلافها الضحية لسنوات عدة، لذا تستمر في ممارسة هذا النهج كتعبير عن وحشية حوثية لا حدود لها ولا يمكن مقارنتها سوى بالسلوكيات الهمجية الأخرى لمليشيات الإجرام ذاتها.
فخلال الفترة التي أعقبت انقلاب المليشيات على الحكومة في 2014 وحتى الآن فجرت مليشيات الحوثي في الشقب وحدها نحو 14 منزلا وبات ملاكها مع عائلاتهم في العراء، فيما كان آخرون يدفعون الثمن نفسه في مدن ومحافظات أخرى في البلاد.
لقد تفتقت ذهنية مليشيات الحوثي الإجرامية إلى هذا الإجراء كعقوبة كافية للانتقام من الخصوم الذين لم تستطع الوصول إليهم لقتلهم أو لاعتقالهم لذا كان تفجر منازلهم يمثل تعويضا لها عن فشلها في ذلك وطريقة سيئة لإرهابهم ودفعهم إلى التراجع عن الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها.
إن تدمير المنازل هو في واقع الأمر تدمير لأحلام الآلاف من المدنيين في مدن يمنية عدة بل دفعهم بقوة للعيش بلا أمل.
سلوك لا يحظى بالإدانة
تتصرف مليشيات الحوثي بهمجية مطلقة وترتكب آلاف الجرائم بحق المواطنين دون أن تحظى تلك التصرفات، بإدانة منظمات المجتمع الدولي.
فالعديد من الجرائم التي ترتكبها بشكل يومي لا تواجه بانتقاد المنظمات الدولية مثلما تفعل ذلك مع قضايا بسيطة لا تستحق الذكر في دول أخرى، فهل يعد هذا مؤشرا على رضاها بما تمارسه مليشيات الإجرام أم أنه بات أمرا لا يعنيها؟!