يضع الحاج محسن السفياني يده على خده وينكس نظره إلى الأرض متحسراً على واقع اليمن في زمن الميليشيا الحوثية.

 

ويقول لـ "وكالة 2 ديسمبر": "كُنا قبل أن نعرف هذه الميليشيا نبتهج بقدوم الأعياد ونبدأ نرتب لها من شهر رجب، وكانت تأتي العشر من ذي الحجة وقد اشترينا الأضحية وجعالة العيد من زبيب ولوز ومكسرات، كما أننا قد استعددنا للعيد بالملابس الجديدة، والآن عندما تقترب الأعياد يأكلنا الهم".

 

مواطنون: لا نقدر على شراء الأضاحي

لا يملك الحاج محسن قيمة الأضحية التي باتت مستحيلة أمام 90% من اليمنيين جراء ارتفاع أسعار وغياب الدخل، ويقول محسن: "كنت أذبح ثلاثة رؤوس من الغنم في عيد الأضحى والآن لا أملك قيمة دجاجة لأفرح أسرتي يوم العيد، فالدجاجة أصبحت قيمتها 2500 ريال".

 

من جانبه المواطن عبد الوهاب الحبيشي يقول لـ "وكالة 2 ديسمبر": "زرت أكثر من أربعة أسواق لبيع المواشي ورجعت حاملاً اليأس، فالنقود التي معي لا تمكنني من شراء أضحية".

 

ويُشير عبد الوهاب إلى أنه تنقل بين الأسواق بمبلغ 30 ألف ريال لشراء الأضحية إلا أنه عاد منكسر الخاطر، ويضيف: "سأحاول إقناع أسرتي بأن نذبح دجاجاً في العيد، وأن ذبح الأضحية من الغنم والبقر والماعز لمن استطاع إليه سبيلاً، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها".

 

عشرات المواطنين الذين التقيناهم يؤكدون أنهم لم يذبحوا الأضاحي في هذا العيد بسبب عدم قدرتهم على الشراء، ويقولون إن اللحوم لم تعد تحضر موائدهم على مدار العام بسبب الأوضاع المتردية التي تفرضها ميليشيا الحوثي على اليمنيين.

 

الجزارون يشكون ضعف القوة الشرائية

من جانب آخر يشكو أبو عبدالله -جزار- من فقدانه مصدر رزقه السنوي، ويقول لـ"الوكالة": "كنت قبل الحرب أمتلك مسلخاً إلا أني لم أكن أعمل فيه واعتمد على موظف للقيام بالعمل لأني موظف حكومي، وكنت في موسم عيد الأضحى أعود إلى المسلخ لتغطية الطلب المتزايد على اللحوم، وأحقق ربحاً كبيراً أعتمد عليه في تغطية أغلب نفقات العام، لكن حالياً توقف راتبي الحكومي وأغلقت المسلخ بسبب عدم قدرتي على دفع إيجار المحل، ويأتي العيد عليّ بالهموم كغيري من ملايين اليمنيين الذين ينظرون إلى العيد بأنه لم يعد فرحة وإنما كابوس يجعلهم يبحثون عن ملاذٍ للفرار من متطلباته، خاصة أن الأطفال لا يعرفون ما يُعانيه الآباء".

 

بدوره محمد الضبيبي-مالك مسلخ- يقول لـ "الوكالة": "كنا نستعد لموسم عيد الأضحى بالعديد من المواشي لتغطية الطلب، لكن الآن ليس لدي أي استعداد لأني أرى أن أكثر الناس لم يعد يشتري اللحوم على مدار السنة، وخلال هذا العام فقدت حوالي 70% من زبائني بسبب الظروف المعيشية الصعبة".

 

أسعار الأضاحي تزيد بنسبة 100% عن الموسم الماضي

بدوره أحد تُجار المواشي بصنعاء يقول لـ "وكالة 2 ديسمبر": "لقد زادت أسعار الأضاحي هذا العام بنسبة تصل إلى 100% مقارنة بالموسم الماضي نتيجة صعوبة الاستيراد وكُلفة النقل البحري والتأمين للوصول إلى الموانئ اليمنية، حيث تبلغ قيمة الخروف الواحد والبالغ وزنه 15 كيلو غراما ما بين 50 إلى 60 ألف ريال على أقل تقدير، في حين أن أسعار الأضاحي من الأبقار "العجول" تبدأ من 250 ألف ريال وبحسب الوزن والسن".

 

تراجع استهلاك اليمن من اللحوم نتيجة الفقر

كان اليمن يستهلك حوالي 370 ألف طن من اللحوم، ويحتل المرتبة 13 عربياً و138 عالمياً في استهلاك اللحوم وبمعدل 16 كيلوجرام استهلاك الفرد سنوياً من إجمالي استهلاك اللحوم وفقاً لبيانات العام 2013، ووفقاً للإحصائيات فإن اليمنيين يستهلكون لحوماً بما قيمتها 200 مليون دولار سنوياً، إلا أن هذه الأرقام تراجعت بشكل كبير وفقاً للمهتمين بعد انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة ونهب ثروات البلد وإدخال البلد في حرب تعطلت معها حياة الناس وحرمتهم من كافة حقوقهم حتى الغذاء.

 

الثروة الحيوانية تتعرص للموت ومخصصاتها المالية تلتهمها ميليشيا الحوثي

تُشير البيانات الرسمية إلى أن اليمن يُنتج سنوياً 186 ألف طن من اللحوم الحمراء، و166 ألف طن من اللحوم البيضاء، وفقاً للإحصاء الزراعي التابع لوزارة الزراعة 2013، إلا أن هذه الكمية من اللحوم الحمراء المنتجة محلياً لا تغطي طلب الاستهلاك المحلي، حيث أدى ذلك إلى ظهور فجوة غذائية يتم سدها عن طريق استيراد اللحوم الحمراء المجمدة والحية ومشتقاتها لتلبية احتياجات السوق المحلية، ويشير كتاب الإحصاء الزراعي إلى أن الثروة الحيوانية في اليمن تبلغ حوالي 21 مليون رأس، منها 9.6 مليون رأس من الأغنام، و9.3 مليون رأس من الماعز، و1.7 مليون رأس من الأبقار، و454 ألف رأس من الجمال.

 

تُعاني الثروة الحيوانية من غياب الاهتمام في ظل الميليشيا الحوثية وتغيب اللقاحات التي كانت تُعطى للحيوانات، وفي ذلك يتوقع مهتمون بأن الثروة الحيوانية تراجعت بنسبة لا تقل عن 30% بسبب تعرضها للموت الناجم عن غياب الرعاية وإيقاف المخصصات المالية لذلك من قبل ميليشيا الحوثي التي تعبث بمقدرات البلد.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية