معركة الدريهمي.. تفكيك لقدرات المليشيات وتأهب لدخول المدينة من الجنوب
نحو مدينة الحديدة تشق القوات المشتركة طريقها بعيداً عن الضجيج المشتعل خارج الحسابات العسكرية، وبكل همة واقتدار ومسئولية وطنية تعاود القوات الوطنية هجماتها على ما تبقى من مليشيات الحوثي الإرهابية في البوابة الجنوبية لمدينة الحديدة، بغية كسر شوكة المليشيات هناك ونسف ادعاءات المليشيات المروج لها إعلامياً.
وكانت معركة أعنف، فجرت حصون المليشيات الإرهابية وهوت بها في مديرية الدريهمي، عقب شن القوات المشتركة هجمة على قرى بمحيط مركز المديرية اتخذتها المليشيات الكهنوتية منطلقاً لعملياتها الإرهابية ضد القوات المشتركة والمدنيين في مديرية الدريهمي، واستطاعت تحريريها بوقت قياسي.
وورد في تفصيل للإعلام العسكري نشرته "وكالة 2 ديسمبر" أمس الأحد، أن "المقاومة المشتركة قضت على ترتيبات المليشيات الحوثية في مركز مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، وكبدتها خسائر فادحة فيما تركت لبقايا جيوبها المحتمية داخل منازل الأهالي منفذاً وحيداً للفرار تحاشياً لخوض حرب شوارع قد تلحق خسائر بين السكان".
من جهتها أفصحت ألوية العمالقة عن عملية "لاقتحام شرق مركز مديرية الدريهمي واستطاعت السيطرة على خط اللاوي العام الذي يربط مركز مديرية الدريهمي بكيلو 16 ". لافتة إلى أن الخط يشكل "خط الإمداد الوحيد للمليشيات الحوثي إلى مركز مديرية الدريهمي".
وتشكل العملية العسكرية الجديدة التي أطلقت عند مطلع الفجر منطلقاً جديداً في المسار العسكري والميداني لطرق أبواب مدينة الحديدة من الناحية الجنوبية، وتهيئة الظروف لاقتحام المدينة وطرد المليشيات الإرهابية منها، ورفع المعاناة التي خلفها الكهنوتيون، والتي ما تزال ملقاة على كواهل المدنيين الأبرياء.
ويصف عسكريون دور مقاتلات التحالف العربي ومروحيات الأباتشي في المعارك الجارية بـ "الدور السيادي" لما له من أهمية بالغة في تدمير قدرات المليشيات الكهنوتية ونسف مقدراتها العسكرية، واستهلاك مقاتليها وقادتها، عوضاً عن تدمير غرف العمليات التي يعتمد عليها الإرهابيون الحوثيون في توجيه الأوامر العملياتية، وتسيير مقاتليهم إلى محارق الحرب المشتعلة.
يذكر أن عمليات يوم أمس أفضت إلى تحرير "قرى الشجن والجربة والمنقم وتمشيط طريق اللاوي بعمليات عسكرية واسعة ونوعية انطلقت صباحاً وشكلت فيها ألوية العمالقة رأس الحربة". وفقاً للإعلام العسكري الذي أشار أيضاً إلى أن "العمليات العسكرية في مدينة الدريهمي مع عمليات مماثلة تخوضها وحدات من ألوية حراس الجمهورية لتأمين كافة المنافذ غرب مديريات الدريهمي وبيت الفقيه والتحيتا والتي تحاول المليشيات الحوثية التسلل منها لتخفيف الضغط على عناصرها".
وذكرت ألوية العمالقة أنها "أسقطت طائرة مسيرة في مديرية الدريهمي أثناء عملية الالتفاف". مبينة أن إسقاط الطائرة الحوثية تم من خلال التحكم والسيطرة على الطائرة والتي كانت تستخدم في رصد مواقع القوات المشتركة في الساحل الغربي.
وطبقاً لمصادر عسكرية موثوقة فإن العملية الواسعة، أجبرت من تبقى من عناصر الإرهاب الحوثي على الفرار تجاه مديرية المنصورية، في وقت سقط فيه قتلى وجرحى بالعشرات، عوضاً عن مجموعات قتالية حوثية جرى إلقاء القبض عليها خلال المواجهات الميدانية بعد أن تم حصارها وتضييق الخناق عليها.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن المعركة هدفت في الأساس إلى تقطيع أوصال المليشيات الكهنوتية وحصار من تبقى من مجاميعها في الداخل، لفرض واقع جديد على التجمعات الحوثية وقطع سبل التعزيزات العسكرية عنها لتسهيل مهمة إنجاز المرحلة القادمة من العمليات هناك.
وأظهرت مقاطع مصورة من مركز المديرية التقطتها عدسات مصورين ميدانيين، جثث قتلى حوثيين مرمية في المزارع والطرق الرئيسة، حيث قتلوا باستهداف مروحيات الأباتشي التابعة للتحالف العربي، والمواجهات الميدانية مع القوات المشتركة.