لم يكن تأسيس وإشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية ترفا أو نزوة مضافة إلى واقع يمني مشتت ومنقسم، كما لم يكن مشروعًا طرفيا في مواجهة عدائية مع أطراف محلية أو إقليمية أخرى، بل جاء كضرورة وطنية فرضتها المرحلة لانتشال البلد، كل البلد، من المشاريع القاصرة والخبيثة، جاء من روح الشعب ولخدمة معركة الشعب المصيرية.
 
رافعة نجاة 
من يتعمق في حيثيات نشأة هذا المشروع الوطني ويتنبه إلى حجم المخاطر التي تتعرض لها البلاد و تنبئ بمستقبل كارثي على كافة المستويات والاحتمالات، سيجد في هذا المشروع رافعة نجاة يمكن البناء عليها لانتشال البلد من دوامة الاقتتال والتشرذم، وإعادة العجلة الاجتماعية والوطنية والوضع التاريخي  لليمن إلى مساره الصحيح، اليمن الذي ينتهج الوسطية والاعتدال، ويرفض كل أعمال الإرهاب والتطرف والتعصب المذهبي والطائفي والغلو والتشدد، ويحكمه التعايش وتتساوى فيه المواطنة وتسوده القوانين والتشريعات، وتتلاشى فيه العصبيات العرقية والطائفية والمشاريع المستوردة والدخيلة. 
 
مواجهة الأفكار الهدامة
 جاء المكتب السياسي كرسالة لكل المليشيات وعلى رأسها المليشيا الحوثية الكهنوتية التي تتخذ من القتل والإرهاب والهمجية سبيلا لحكمها و تمريرا لأفكارها المسمومة إلى عقول الأجيال، والتي إن ترك المجال لها لتحقن أفكارها في أوصال هذا الشعب فإن المستقبل لن يكون إلا عليلا و مفخخا بالتناقضات والدماء، والرسالة التي يطرحها المكتب السياسي لمليشيا الحوثي ومن مضى في مسارها تفيد أن السيف لا ينتصر إلا إذا لزمته الحجة والمنطق المقبول، وأن اليمن العظيم لن يكون ميدانا للاستقواء والأفكار الهدامة، بل يمن التوازن الذي لا سطوة فيه إلا للحرية والعدالة والمساواة والشراكة. 
 
الاحتكام لقواعد اللعبة السياسية
في أدبيات هذا المشروع السياسي التزام وطني على ملامح اليمن الجديد في كافة المجالات، سياسيا بإعادة الاحتكام لصناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة، وعسكريا في الاستمرار بمسيرة الكفاح والتضحيات والانتصارات الميدانية التي يسطرها حراس الجمهورية، إلى جانب رفاق السلاح في القوات المشتركة وكل الأبطال في جبهات الدفاع عن الجمهورية.
 
الانفتاح على كل التحالفات
ومن هذه المنطلقات دشن المكتب السياسي عمليا مشروعه الوطني، ليحجز موقعه في المشهد السياسي، ومن المخا فتح صدره للتحالفات مع كل القوى السياسية النشطة في الساحة، بمنهجية الوطن ومتطلباته وقواعده المتفق عليها، وليهيئ بهذه البدايات مشروعا مستقبليا لما بعد الصراع، يعيد ضبط العملية السياسية باتجاه المسار الآمن والضامن للمستقبل اليمني. 
 
وفي أدبيات المكتب السياسي دعوة وطنية شاملة إلى العمل الجدي في تفكيك مفاعيل جريمة مليشيا الحوثي، في تدمير العملية السياسية والتعددية الحزبية، بحراك سياسي يعيد الاعتبار للهوية الوطنية ويحافظ على النظام الجمهوري. وكذا توحيد الجهود والجبهات صوب العاصمة صنعاء والجلوس على طاولة الحوار لرسم ملامح المستقبل.
 
الوفاء لرفاق السلاح 
بالإضافة إلى تعبيرها عن الإجلال لكل أبناء الشعب اليمني من جميع محافظات الجمهورية الذين التحقوا بالمقاومة الوطنية ورسموا "صورة ناصعة للوحدة الوطنية"، التزمت المقاومة الوطنية في خطابها السياسي الوقوف مع رفاق المشروع في كل مترس وجبهة على امتداد الجمهورية اليمنية أيا كانت منطقته وانتماؤه، بل أعلنت استعدادها للمشاركة في مختلف الجبهات متى ما طلب منها، نصرة للقضية والهدف، ولم يفوت قائدها ورئيس مكتبها في كل مناسبة إشادته المتجددة بالدور الوطني والنضالي لأبناء تهامة الأحرار على امتداد الساحل الغربي والذين يشكلون الحاضنة الشعبية للمقاومة الوطنية. 
 
تجاوز السياسة إلى المجتمع 
وكدلالة على أن مشروع المكتب السياسي يمثل مشروعا متكاملا يتجاوز الخطاب السياسي والعسكري إلى المستقبل، هو ما نلمسه من أنشطة ومشاريع تلخص مدى الاهتمام بقطاعي الشباب والمرأة كرافدين أساسيين من روافد النهوض بالوطن والمجتمع، وفي أدبيات المكتب السياسي مشروعا تنمويا اقتصاديا كفيلا بإخراج اليمن من دوامة الفقر والبطالة وتردي الخدمات، كما أن من مقرراته احترام الهوية المجتمعية الجامعة للشعب اليمني وقيمه المجتمعية وعاداته وتقاليده المتنوعة التي تمثل جماليات الوطن وترسم صورته البهية في المنطقة والعالم. 
 
وأبعد من ذلك يسعى المكتب السياسي إلى عودة اليمن إلى عمقه الاستراتيجي لأشقائه في دول الخليج والوطن العربي، ولن يقبل أن يكون اليمن منطلقا لزعزعة استقرار المنطقة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية