تتمتع المرأة بقدرات خاصة يغفل عنها الكثيرون، إذ غالبًا ما توجه لها اتهامات تناقضها مع سمة الحزم والموضوعية ومسؤولية اتخاذها للقرارات الصائبة، إلا أن المرأة اليمنية في الساحل الغربي أثبتت عكس ذلك، بعد أن حظيت في الفترة الأخيرة بتشجيع واهتمام المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الذي آمن بالمرأة وبقدراتها إيمانًا مطلقًا. 
 
ولأجل ترجمة هذه القدرات على الأرض واقعًا حيًا، توجه المكتب السياسي ومنذُ الوهلة الأولى لإشهاره في الـ(25) من مارس/آذار العام الماضي إلى توفير البيئة المعززة لدور المرأة، وذلك بإدخال وتأهيل العنصر النسوي بمختلف المجالات، وهو ما مكن المرأة من إثبات وجودها، نجاحًا واسعًا على أرض الواقع، وجعل منها عنصرًا مؤثرًا من عناصر التنمية، ومرتكزًا رئيسًا من مرتكزات التقدم. 
 
وسعى المكتب السياسي منذُ إنشائه إلى تعزيز دور المرأة في الساحل الغربي عبر كافة الهيئات، والمكاتب التنفيذية، والمؤسسات المدنية، والمنظمات الجماهيرية بهدف استعادة دورها الريادي في عملية البناء، والمشاركة الفاعلة في مختلف المجالات، جاعلاً منها في مقدمة أولوياته، ويعمل ممثلاً بأمانته العامة على إدراجها بكافة الأطر التنظيمية وعلى المستويات العليا في اتخاذ القرار، وكافة الخطط، والبرامج التطويرية، والتخطيط.
 
حضور بارز 
 
 باتت المرأة حاضرةً في كل المجالات والمشاهد، تسعى بكل قوتها لإبراز نفسها في كل الأصعدة السياسية، والتنموية، والاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها من المجالات، وذلك بعد أن أُتيحت لها الفرصة التي منحها إياها المكتب السياسي باعتبارها من أهم الروافد الرئيسية للنهوض بالدولة.
 
 ذلك هو الواقع الحاضر للمرأة في الساحل الغربي، التي أعاد لها سياسي المقاومة مكانتها في المجتمع، عقب تعمد سنوات من التحجيم، والتهميش، والإقصاء، فرضتها مليشيا الحوثي الإرهابية على المرأة اليمنية. 
 
تشجيع الريادة 
 
ومن منطلق أهمية الدور الكبير للمرأة في المجتمع، أولى سياسي المقاومة الوطنية ممثلاً بالقائد العميد ركن طارق محمد عبدالله صالح، اهتمامًا واسعًا بالمرأة باعتبارها نصف المجتمع، ويجب أن تشارك وبفعالية في عملية التنمية التي تشهدها المديريات المختلفة بالساحل الغربي، والتي شكلت الحاضنة الآمنة والبيئة النموذجية للمرأة، بخلاف ما تعانيه في مناطق سيطرة مليشيا الإرهاب الحوثية. 
 
ومنذُ الوهلة الأولى لإعلان المكتب السياسي إنشاء دائرة مستقلة، وخاصة بالمرأة، برز على أرض الواقع حراك كبير للمرأة اليمنية بالساحل الغربي أتاح لها فرص الظهور والعمل، وكذا صنع القرار في مختلف مناحي الحياة التي تأتي التنموية، والسياسية، في المقدمة منها. 
 
وتقديرًا منه للدور المهم الذي تمثله المرأة في المجتمع، كونها تعد رافدًا رئيسًا في النهوض بالدول، أفرد المكتب السياسي للمرأة دائرة خاصة بها، لتمثلها في كافة المجالات التنموية والسياسية والمجتمعية، حيث يساهم بإعدادها وتثقيفها وتحفيزها على العطاء والإبداع وزيادة كفاءتها، وتطوير قدراتها، وتحسين أوضاعها لتحقيق التنمية التي تقوم بها على عديد أسس منهجية مدروسة لرفع مستوى الحياة، وكذلك إحداث التغيير في طرق التفكير، والعمل، والإبداع في خدمة البلد. 
 
وعكس إعلان سياسي المقاومة الوطنية إنشاء دائرة خاصة للمرأة، الرؤية الثاقبة للمكتب وقيادته التي كانت واعيةً لأدوات النهوض بأوضاع المرأة في الساحل الغربي إلى مراحل متطورة من التقدم والتنمية، مدركةً لما تملكه اليمن من طاقات وكفاءات نسائية متنوعة، ومخلصةً في ذات الوقت لوطنها، قادرةً أيضًا على إضافة أبعاد جديدة للتنمية، وأن تكون عونًا حقيقيًا بمسيرة استعادة الوطن من قبضة الانقلاب الحوثي. 
 
الاهتمام الكبير الذي حظيت به المرأة اليمنية في الساحل الغربي من قبل سياسي المقاومة الوطنية، يؤكد بمضمونه الأهمية القصوى والجوهرية للدور الكبير، الواقع على عاتق المرأة في عملية التنمية وخدمة الإنسان بمديريات الساحل المختلفة، والتي كفلت للمرأة كرامتها، وحقها في الحياة، بعكس ما تعيشه من ظلم وقهر وتجاهل وتجهيل وإهانة بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي الرجعية.
 

وفيما يقاس، وبصورة أساسية، تقدم المجتمعات بدرجة تقدم النساء فيها، نجد أن المكتب السياسي أعطى المرأة الكثير منذُ بداياته إيمانًا بدورها الكبير اجتماعيًا، وثقافيًا، واقتصاديًا، وتنمويًا، وسياسيًا، بهدف قيام كافة الأطراف بدورها بشفافية، وصدق، وإخلاص، وهو ما كانت المرأة فيه على درجة عالية من الثقة في تحمل ما أنيط بها من تكليف ومسؤولية.
 

بذلك منح المكتب السياسي المرأة ثقةً بالنفس، وسموًّا في الطموح والأفكار، بالإضافة إلى المبادرة، والمواظبة، والرغبة الكامنة في العمل، والإنجاز، والإبداع، لكونها هي الأم، والقائدة القادرة على تربية شباب وشابات المجتمع تربيةً طيبة، وهي الأكثر تأثيرًا فيهم وإسهامًا بنجاحاتهم، لذلك يُعدّ دور المرأة من أكثر الأدوار الإنسانية تأثيرًا في المجتمع. 
 
وأثبتت المرأة في الساحل الغربي حضورها الملحوظ من خلال تنظيمها لقاءات تشاورية في العديد من المديريات، بهدف مناقشة همومها واحتياجاتها، وكذا الصعوبات التي تواجهها وكيفية التغلب عليها، وخروجها مع ذلك بعدد من التوصيات التي تأمل أن تتحقق عبر استغلالها لقدراتها الإدارية وبالمساندة الكبيرة التي تحصل عليها من المكتب السياسي لتعزيز نجاحها وكفاءتها بكافة المجالات.
 
ولم يقتصر دور المرأة اليمنية بالساحل الغربي على العمل المجتمعي والتنموي فقط، إذ باتت تقف اليوم جنبًا إلى جنب مع إخوانها وأبنائها، بمعركة الدفاع عن الوطن، وإعادة بنائه، وبناء جيل وطني على أساس قيم الثوابت الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي، والقضاء على ثقافة الحقد، والكراهية، والطائفية، والعنصرية، والحفاظ على الهوية اليمنية التي تسعى مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا إلى طمسها بكل إمكاناتها.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية