مارس.. ذكرى مشروع الوطن وميلاد القائد الشهيد
بعض التواريخ تنقش على جدار الزمن لأهمية من تتحدث عنهم والوقائع التي شهدتها وكذلك ميلاد ورحيل الكبار من يشكلون في حياتهم فارقا ويرتبط إنجازهم بشعوبهم أو بأمتهم .
21 مارس تاريخ ولادة قائد عظيم رئيس وسياسي ملتزم وزعيم وشهيد توج مسيرته بتضحية جليلة حيث كانت حياته ثمنا لموقف والتزام وقضية وإيمان راسخ بجمهورية الشعب ونظامه الجمهوري الديمقراطي التعددي كخيار يناقض كل دعوات التسلط والإمامة ومشاريع السلالة والعنصرية .
رحلة انتماء منذ الصغر حيث عاش عصاميا وواجه الحياة بصلابة الكبار في طفولته حتى وصل مرحلة العسكرية ليبرز حضوره ويصبح ضابطا وقائدا عسكريا تقلد مناصب متدرجا وباستحقاق وصل قبل رفاقه متسلحا بثبات وشجاعة اليمني الأصيل.
وحين غادر الجميع المشهد وفروا تاركين سفينة البلاد تتأرجح وسط أمواج الصراعات كان علي عبد الله صالح جديرا بالمسؤولية والمهمة الوطنية الأكبر في حياته حينذاك ليقود اليمن في مرحلة خطيرة ومفخخة لترسو بعد سنوات من حكمه اليمن على بساط الأمن والاستقرار والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير .
صنع علي عبد الله صالح واحدة من أهم مراحل اليمن في عصره الحديث حيث ساد الأمن والاستقرار وتم إنهاء خلافات اليمن مع دول الجوار بمعاهدات حدود ونسج علاقات قائمة على الندية والاحترام المتبادل رافضا أي ابتذال أو انقياد لرغبات أو أجندات غير وطنية .
كما فتح ملفات شائكة وأسس علاقات مع دول وأقطاب دولية وتجاوز كمائن الاستقطاب والابتزاز الدولي مرسيا نموذجا فريدا في العلاقات مع الجميع دون استعداء طرف أو مهادنة آخر ليضع لليمن مكانة في المحافل الدولية لن تغادر أذهان الجيل الذي عايش تلك الحقبة الذهبية في تاريخ اليمن .
تحل اليوم ذكرى ميلاد مشروع وطني وقومي بامتياز وليست فقط ذكرى ميلاد قائد ورمز وطني ...إنه يوم ميلاد علي عبد الله صالح .. فارس العرب والصوت القومي الجهور في كل المحافل والتجمعات .. ضمير الوطن والشعب الذي افتقدته الأمه كلها وليس فقط اليمن وشعب اليمن المكلوم بخسارته واحدا من أقوى القادة وأشجعهم في تاريخ اليمن .
ومع حالة التشرذم والخوف والمجاعة وغياب الدولة وتسيد العصابات على مصير الملايين تذكر اليمنيون أزهى عصورهم وأكثرها أمنا واستقرارا حيث مثلت فترة حكم الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح حقبة يتمنى عودتها الجميع دون استثناء حتى من كانوا معارضين لحكمه .
سيبقى تاريخ 21 مارس خالدا في أذهان اليمنيين لأنه يوم ولادة قائدهم ورئيسهم وزعيمهم وشهيدهم الذي كان شجاعا نبيلا حتى وهو يواجه الموت ويرسم معالم مرحلة نضال جديدة لكل اليمنيين لاستعادة جمهوريتهم ودفن مشروع الإمامة وإلى الأبد .
