أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الغرب ارتكب "خطأ فادحا" بمواصلة الاعتماد على النفط والغاز الروسي بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014.

واتهم في حديث خاص لصحيفة "تلغراف" البريطانية اليوم الاثنين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام إمدادات الطاقة الروسية من أجل "الابتزاز"، مضيفاً: "لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو".

كذلك، جادل رئيس الوزراء بأن حظر واردات النفط والغاز الروسي من شأنه "تجويع" الرئيس الروسي من المال و"تقليص حجمه"، لكنه اعترف بأن فترة انتقالية "مؤلمة" ستأتي.

وتابع قائلاً: "طالما أن الغرب يعتمد اقتصادياً على بوتين، فإنه سيفعل كل ما في وسعه لاستغلال هذا الاعتماد. وهذا هو السبب في أن هذا الاعتماد يجب وسوف ينتهي الآن".

التخلي عن الغاز الروسي

وكان وزير الأعمال والطاقة البريطاني، كواسي كوارينغ، أعلن في وقت سابق الشهر الجاري، أن المملكة المتحدة تخطط للكف عن استيراد النفط من روسيا قبل نهاية العام 2022 الجاري وتدرس إمكانية التخلي عن الغاز الروسي.

وسبق أن فرضت الدول الغربية عقوبات قاسية على روسيا على خلفية إطلاقها يوم 24 فبراير عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، لكنها تترد في اتخاذ إجراءات ضد قطاع الطاقة الروسية في ظل مخاوف كبيرة من انقطاع إمدادات النفط والغاز.

يشار إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كشفت حجم اعتماد الاتحاد الأوروبي الهائل على الغاز المستورد من روسيا. وحتى إذا تبنت دول التكتّل حزمة غير مسبوقة من العقوبات، فهي تواصل تمويل روسيا عبر مشترياتها من الطاقة التي لا تستطيع الاستغناء عنها على الأمد القصير جدا.

قمة فرساي

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين بعد يومين من الاجتماعات مع القادة الأوروبيين في فرساي "إذا كثف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين القصف وفرض حصارا على كييف، وإذا صعد مشاهد الحرب، سيكون علينا فرض عقوبات قاسية إضافية".

ولم يستبعد ماكرون أن يستهدف الاتحاد الأوروبي أيضا واردات الغاز أو النفط التي استثنيت حتى الآن من العقوبات بسبب الكلفة الباهظة التي ستترتب على الأوروبيين إذا أوقفوا استيرادها، إذ أنهم يعتمدون بشكل كبير على منتجات النفط الروسية.

وقال: "لا شيء ممنوعا، لا شيء محظورا. نحن مستعدون لفرض عقوبات أشد". وتبنت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 عقوبات مالية واقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار الروبل، وفق "فرانس برس".

يذكر أن روسيا تعد مصدرا أساسيا للغاز الطبيعي ومن بين أكبر منتجي الخام في العالم، حيث تصدّر زهاء 40 في المئة من الغاز الطبيعي الذي تستهلكه أوروبا والذي يأتيها معظمه عبر خطوط أنابيب.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية