ميناء المخا.. بوابة إعادة الأمل لإنعاش اقتصاد وتجارة أنهكهما الحوثيون
بعد نحو ستة أشهر على استئناف افتتاح ميناء المخا التجاري بالساحل الغربي في يوليو 2021م، بجهود من قيادة المقاومة الوطنية، التي أسهمت في الدعم المالي لإعادة إصلاح خراب ما دمرته حرب مليشيا الحوثي الإرهابية، بدأ الميناء الأقدم في شبه الجزيرة العربية مؤخرًا، في استعادة نشاطه التجاري وصادراته إلى عدد من دول العالم.
ووصفت مصادر مطلعة ومراقبون عملية إعادة استئناف النشاط التجاري، والصادرات، من خلال الميناء التاريخي بـ"الخطوة المباركة" التي بدأتها المقاومة الوطنية بجهود كبيرة بذلتها ضمن أعمالها الخدمية وإعادة بناء الدولة واستعادتها من السيطرة الحوثية المنفذة للمشروع الإيراني في المنطقة، بجانب بروز المقاومة كقوة عسكرية في الأرض كسرت شوكة المليشيا الإرهابية في الساحل الغربي.
إعادة الأمل
وعدّت مصادر مطلعة عملية التصدير التي بدأت، الأحد، بشحنات من المنتجات الزراعية إلى الخارج عبر الميناء التجاري "مرحلة جديدة من إعادة الأمل للحياة المعيشية، والاقتصادية للبلاد". وذلك بعد أقل من أربعة شهور من محاولة تخريبية جديدة من قبل مليشيا الحوثي بقصف الميناء بصواريخ ومسيرات في سبتمبر الماضي.
عملية التصدير شملت نحو 500 طن من البصل إلى ميناء "بربرة" الصومالي. بحسب ما قال رجل الأعمال مالك الشحنة التجارية المصدرة، محمد حبيرة.
وأشار حبيرة في تصريحات صحفية إلى أن تصدير المنتجات الزراعية عبر الميناء إلى الأسواق الإفريقية القريبة يعد مناسبًا، لافتًا إلى أن الدول المتشاطئة مع اليمن هي أحق باستقبال المنتجات الزراعية اليمنية، وأكد أن الأيام القادمة سوف تشهد تصدير منتجات زراعية أخرى إلى الأسواق الإفريقية القريبة من اليمن.
والأربعاء، استأنف ميناء المخا، تصديره شحنة من المنتجات الزراعية المحلية إلى الأسواق الأفريقية، عبر السفينة النوبة التي تحمل على متنها مايقارب 450 طنًا من المنتجات الزراعية الوطنية.
نقلة نوعية
مدير ميناء المخا عبدالملك الشرعبي، قال: إن الميناء مفتوح لاستقبال كافة الواردات والصادرات المتنوعة، داعيًا المزارعين للاستفادة من الميناء في شحن منتجاتهم إلى الخارج، وذلك بعد أن كانوا يقومون بأعمال تصدير منتجاتهم الزراعية لاسيّما البصل إلى دول الخليج عبر الطرق البرية.
ووصف الشرعبي العام الجاري 2022م، الذي كان محطة الانطلاق لنقلة نوعية في تدشين إعادة الصادرات عبر الميناء التاريخي بـ"عام التعافي" بالنسبة للميناء.
وأعتبر الشرعبي ان إعادة تصدير المنتجات الزراعية المحلية إلى الأسواق الخارجية، إيذانًا بانطلاق عجلة التنمية في الميناء، وقال: هذا يعطينا الأمل لاستئناف عملية الاستيراد والتصدير وإن شاء الله يكون هذا العام عام التعافي حيث سيتم تعميق الميناء وإعتماد الخارطة الملاحية وإجراء عدد من الإصلاحات القانونية والإدارية وهذه خطوات مهمة جدًا بهذا الوقت بالذات.
دور بارز للمقاومة الوطنية
ويؤكد الشرعبي أنهم عملوا على إعداد برامج بخصوص تأهيل الميناء وتطويرها، مشيرًا إلى أنه "جرى رفعها إلى الحكومة لتقديم الدعم اللازم ومازالوا ينتظرون تجاوبها"، ولفت إلى أنهم يتلقون الدعم حاليًا من المقاومة الوطنية.
طموح المنافسة الدولية
كما وصف الشرعبي البرنامج بأنه "طموح واسع"، يشمل "تعميق الميناء"، مردفًا بقوله: "ونطمح أن يصبح لدى الميناء القدرة لاستقبال السفن الكبيرة أو على الأقل بمستواه المتوسط من حمولة 15 إلى 20 ألف طن بعون الله، بعد التعميق".
وأشار إلى "إصلاحات كبيرة" يحتاجها الميناء "قانونية وإدارية، وفنية"، معبرًا عن أمله في أن الميناء "سيكون بعد تنفيذ البرنامج ضمن الموانئ الدولية وليس المحلية".
وأضاف أن "هناك خارطة طموحة ستعتمد، ليتكون الميناء من 14 منطقة تجارية" منوها إلى أن "هذا الرقم ليس سهلاً أن يكون هناك 14 منطقة تجارية بأحد الموانئ اليمنية"، وتابع: "لن يكون كما كان، وإنما سيكون منافسا للموانئ الأخرى.. نطمح أن يكون مثله مثل موانئ الدول العربية الكبيرة".
وقال: "هذا العام عام التعافي الجزئي إن لم نصل إلى ما هو أكبر من ذلك" وهو - وفق الشرعبي - ما يطمح له في عملية التعميق وأيضًا في الإصلاحات القانونية وفي اعتماد خارطة الميناء.
الافتتاح التاريخي
وكانت مدينة المخا الساحلية شهدت إعادة افتتاح مينائها التجاري الأقدم بالجزيرة العربية في الـ30 من يوليو العام 2021 عقب سنوات من إغلاقه جراء الحرب، والخراب الحوثي.
وأثناء الافتتاح الذي حضره الممثل المقيم للأمم المتحدة، منسق الشؤون الإنسانية، ديفيد غريسلي، أكد حينها مدير عام مديرية المخا باسم الزريقي، أن إعادة افتتاح الميناء شكلت نقلة نوعية لتعزيز حرية تنقل السلع عبر هذا الميناء التاريخي الهام، وذلك باستقباله في حينها لأول سفينتين تجاريتين.