وكالة 2 ديسمبر الإخبارية

الثورة مستمرة...

بما لا يدعُ مجالاً للشك، تفصح الإنجازات النوعية التي حققها ثلاثي القوات المشتركة اليمنية -(المقاومة الوطنية-ألوية العمالقة-المقاومة التهامية)- في الساحل الغربي مؤخراً، عن تحول استراتيجي كبير ولافت في مجريات الأحداث العسكرية والتفافا واسع النطاق في ما يخص التخطيط العسكري، إضافة إلى ربط الأعمال العسكرية  الميدانية بالخطط التكتيكة المزمنة، بناء على عمل استخباراتي محكم يصحح مسار المعارك بكل دقة ويكشف بكامل الوضوح ميدان القتال الذي تتواجد فيه المليشيات، ليصبح كل ما ذكر بمثابة خطة استراتيجية مكتملة الأركان.

 

في أسبوع واحد فقط كان العمل القتالي المتصاعد، الذي شهدته جبهة الساحل الغربي-جبهة الدريهمي على وجه التحديد-أكثر اتساقاً مع الخطط المرسومة وأوسع إنجازاً بأقل الخسائر من جانب القوات المشتركة، بمقابل أنه كان أسبوع حداد للمليشيات الحوثية خاصة بعد إعلان ألوية العمالقة قتلها لـ 130 عنصراً حوثياً في الدريهمي، ثم سرد قائمة من القتلى الحوثيين بينهم قيادات عسكرية ذات مستوى رفيع لقت حتفها بفعل المعارك وضربات الجو.

 

تجدر الإشارة إلى أنه في الثلاثة الأيام الماضية كان حجم الضربة التي وجهتها القوات المشتركة ضد المليشيات الحوثية، الأكثر تأثيراً، بالذات وأنها وصلت إلى رأس هرم القيادة الحوثية في الساحل الغربي وأجهزت عليه في ظرف قصير من الوقت.. ذاك هو القيادي الحوثي مالك أبو هاجرة، قائد محور الساحل الغربي التابع للمليشيات الحوثية والذي لقي حتفه بنيران القوات المشتركة.

 

وفي هذا الصدد يشار إلى أنه مع إعلان مقتل القيادي أبو هاجرة، نشرت -أيضاً- "وكالة 2 ديسمبر" عن مصرع القيادي الحوثي الآخر منصور السودي، قائد قوات التدخل السريع الحوثية بمديرية الدريهمي جنوبي الحديدة، ثم أعلن الأربعاء عن مقتل القيادي الثالث محمد المنصور، القيادي فيما يسمى كتائب البدر الحوثية، وهو الذي كان يعمل مسئولاً مالياً للهيئة النسائية الثقافية الحوثية قبل أن يُدفع به إلى الساحل الغربي.

 

معلوم دائماً، أن المليشيات الإرهابية لا تدفع بقياداتها إلى واجهة المعارك، إنما تسخر الأطفال الذين تجندهم ومن تغرر بهم، وقوداً للحرب، ولذا يبقى قادتها في أماكن بعيدة عن مسرح المواجهات وفي غرف العمليات الآمنة، لكن العمل الاستخباراتي الناجح للقوات المشتركة يجعل كل مناطق سيطرة المليشيات في الساحل الغربي مراقبة بأعلى دقة، الأمر الذي يتيح للقوات المشتركة الوصول إلى هرم القيادة الحوثية والتعامل معها بما يلزم.

 

وطبقاً لعسكريين، فإن الخسائر البشرية التي تتكبدها المليشيات الكهنوتية بالساحل الغربي والتي ارتفع مستواها مؤخراً، تعد تطوراً لافتاً في المعركة يحسب للقوات المشتركة، فبالخسارة التي وصلت إلى هذا المستوى تعتبر المليشيات الحوثية مخترقة استخباراتياً بما يكفي لتعقب قياداتها ومسئوليها في كل مناطق الحديدة، وتوجيه ضربات لها إما عن طريق سلاح الجو أو بواسطة القوات المشتركة.

 

ويعزوا مهتمون بالشأن العسكري التراجع الكبير الذي أصاب جماعة الكهنوت الإرهابية، إلى تطور العمل العسكري للقوات المشتركة بمستويات كبيرة، والذي بدوره أجبر المليشيات على دفع كلف باهظة، ما خلق حالة من اللا ثقة بين أجنحة الكهنوت، وإعادة النظر من قبل مئات المقاتلين المنضمين للمليشيات عن وضعهم في إطار هذه الجماعة، حتى أضحى الخلل الذي يهد جسد الكهنوت يظهر على السطح.

 

وفي هذا السياق لا يمكن بأي حال تجاهل إنجاز لا يقل أهمية عن سابقيه حققته انتصارات المقاومة المشتركة في معارك الساحل الغربي والذي تمثل بفشل المليشيا الذريع في حشد مزيد من المقاتلين أبناء القبائل الذين لطالما كانوا المخزون البشري الذي تعتمد عليه المليشيا في حروبها العبثية بحق اليمنيين.

 

إن حالات الاقتتال الداخلي بين المليشيات، والخسائر على مستوى القيادات العسكرية، والتراجع ميدانياً، وكذا الارتباك في صفوف من تبقوا في صف هذه الجماعة الإرهابية لاسيما في الساحل الغربي، جاء ثمرة نجاح لجهود القوات المشتركة على كافة المستويات، كاشفاً عن حجم الإخفاق الكبير في الصف الكهنوتي.