تصاعدت حدة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، في الفترات الأخيرة، لاسيّما عقب استبعاد الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس "جو بايدن" الجماعة من قائمة الإرهاب بعد أن كانت قد صنفتها الإدارة السابقة لـ"ترامب" منظمة إرهابية. 
 
وشملت الجرائم الحوثية الإرهابية، التي ارتفع منسوبها بشكلٍ قياسي، هجمات صاروخية داخلية قضت على آلاف المدنيين، علاوة على هجمات أخرى طالت دول المنطقة، وتسببت في تهديد كبير ومستمر للأمن والسلم الدوليين. 
 
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها أمس الأول، إلى ارتفاع منسوب جرائم مليشيا الحوثيين منذُ أن أزالت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس "جو بايدن" هذه المليشيا من قائمة الإرهاب، متسائلةً في ذات الوقت عما إن كانت "واشنطن" ستتدارك الخطأ.
 
ونقلت الصحيفة عن "جوناثان شانزر" وهو محلل سابق لشؤون تمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية، والنائب الأول لرئيس "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وكذا "ماثيو زويج" وهو أيضًا موظف سابق في المؤسسة، في مقال مشترك، تأكيدهما على ضرورة تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية.
 
ووصف الخبيران الأمريكيان رفع فريق بايدن الحوثيين من قائمة وزارة الخارجية الخاصة بالمنظمات الإرهابية الأجنبية، ورفع العقوبات المفروضة عليها، بغير المقبول، مؤكدين بأنه ومنذ ذلك الوقت، لا يمكن وصف السياسة الأمريكية سوى بـ"السعي الوهمي للحوار"، ما دفع إيران لاستغلال الفرصة، وتسليح وكلائها في اليمن، وتدريبهم بشكل أفضل.
 
وتطرق المقال للهجوم الإرهابي الحوثي على أهداف مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في 17 يناير/كانون الثاني، وكيف ردّ تسعة من النواب الجمهوريين بمجلس الشيوخ على ذلك بتقديم مشروع قانون يطالب البيت الأبيض بإعادة تصنيف "الحوثي" جماعة إرهابية.
 
ووفق الصحيفة، نقلاً عن الخبيرين الأمريكيين، فإنه يقال إن هناك مشرعين آخرين، بينهم ديمقراطيون، يرون بعض الحكمة في تغيير السياسة الحالية للإدارة، لافتين إلى أن دبلوماسيي بايدن بذلوا جهودًا كبيرة لمهادنة إيران، في إطار السعي المستميت للعودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015م، وأن الإدارة تريد تجنب أية أحداث مؤسفة مع النظام في طهران.
 
واعتبر "شانزر" و "زويج" أن السياسة الأمريكية في اليمن أصبحت بمثابة لعبة حزبية، ففي يناير/كانون الثاني للعام 2021م صنفت إدارة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.
 
وقال وزير الخارجية آنذاك، مايك بومبيو، إنه "إذا لم تتصرف الحوثيين كمنظمة إرهابية، لم نكن لنصنفها"، فيما بررت وزارة الخارجية في عهد بايدن إلغاء التصنيف بالإشارة إلى أن العقوبات ضد الحوثيين قد تعرقل تدفق المساعدات الإنسانية إلى اليمن، لكن إلغاء التصنيف كان غريبا بالنظر إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما وقع أمرا تنفيذيا عام 2012 يجيز فرض عقوبات ضد الأطراف التي تزعزع الاستقرار، بحسب شانزر وزويج.
 
وأشارا إلى أنه "وفي حين أن عقوبات الأمر التنفيذي ليست بقوة التصنيف الإرهابي الرسمي، استخدمت إدارة بايدن هذه العقوبات ضد بعض من أعضاء جماعة الحوثي وأنصارهم، كما أدانت مرارًا هجمات الحوثيين على المدنيين في السعودية والملاحة الدولية، والاستيلاء على السفارة الأمريكية في اليمن واحتجاز الموظفين المحليين بها رهائن، واستهداف المدنيين اليمنيين". 
 
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية، الحوثيين "لعرقلة حركة الناس والمساعدات الإنسانية"، وهو ما كان بالضبط منطق البيت الأبيض قبل عام عند إلغاء التصنيف الإرهابي الرسمي.
 
ويرى المحللان أن السياسة الأمريكية في اليمن الآن ليست سوى توثيق لعنف الحوثيين، الذي تصاعد منذ تولي بايدن منصبه الرئاسي، وعلاوة على ذلك "قوضت إجراءات الإدارة أسس نظام العقوبات الإرهابية الأمريكي". 
 
وأكد الخبيران أن مليشيا الحوثي المتمردة هي المرادف لجماعة إرهابية، متسائلين "إن كان يمكن رفع العقوبات المفروضة على المليشيا بدون أن تغير سلوكياتها، فلماذا لا يمكن فعل الأمر ذاته مع المنظمات الإرهابية الأخرى؟" لافتين إلى أنه "حان الوقت لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية