الحرب تستعر داخل الإخوان لحسم تأييد القواعد.. ما التفاصيل؟
وفي تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، كشفت مصادر مصرية مطلعة عن تطورات الصراع داخل التنظيم، واصفة إياه بـ"الجنون"، موضحةً أن جبهة محمود حسين المقيم في إسطنبول أرسلت قبل أيام بيانا داخليا للشُّعب الإخوانية في مختلف الدول، حذرتهم فيه من إعلان التأييد لإبراهيم منير ومجموعته، وأن الأمر يعرضهم للفصل النهائي من الجماعة.
وبحسب المصدر، فقد حدد البيان الذي تم تداوله داخليًّا عدة عواقب لإعلان التأييد لمجموعة لندن، أولها تشكيل لجان لمتابعة كافة المنصات الخاصة بقيادات التنظيم ومسؤولي الشعب والأعضاء البارزين، ورصد كل ما ينشر عليها، وتحويل المخالفين إلى لجان تحقيق لفصلهم نهائيًّا.
وكان إبراهيم منير قد أصدر بيانًا مشابهًا حذر فيه من اتباع مجموعة إسطنبول، وقال إنهم مجموعة "الساعين إلى الفرقة"، وأي شخص يتبعهم سيتم التعامل معه بشكل حاسم من جانب لجان التحقيق الداخلية، وقد يصل الأمر إلى فصله أيضًا.
مآلات متوقعة
وفي ضوء الأزمة التي تزداد تعقيدًا يومًا تلو الآخر، ترجح غالبية التوقعات أن تتسبب في نسف الهيكل التنظيمي التاريخي للجماعة، وتحويل مسارها بشكل كامل، فيما تتوقع المصادر سيناريوهين للأزمة، الأول هو انفصال مجموعة محمود حسين، تحت مظلة مكتب الإرشاد، والانفصال عن التنظيم الدولي، الذي يترأسه في الوقت الحالي إبراهيم منير، ويبقى موقف الأفرع في شتى البلدان مرهونًا بالولاءات الشخصية لطرفي الصراع.
والثاني يتمثّل في قدرة مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين على حسم الصراع الداخلي، خاصة بعد إعلان القيادي مصطفى طلبة المحسوب على جبهة إسطنبول رئيسًا للجنة القائمة بأعمال المرشد العام.
وبحسب الباحث المصري المختص في الإسلام السياسي، عمرو فاروق، فإن الأزمة الداخلية في تنظيم الإخوان مرشحة لمزيد من التصعيد والتناحر خلال الفترة المقبلة، خاصة أن طرفي الصراع لن يتنازلا عن موقفيهما، وهو ما تعكسه البيانات الصادرة منهما، والتصعيد المستمر على المستوى الإعلامي والتنظيمي.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" يقول فاروق إن المعطيات الحالية تدفع نحو اتجاهين، الأول أن تنفصل مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين وتلجأ إلى تدشين فرع جديد للجماعة برئاسته، بعيدا عن سيطرة منير، وتستغل في ذلك قدرتها على حشد القواعد لتأييدها، والثاني أن ينجح منير في حسم الخلافات لصالحه، وتستمر محاولات عزله من منصبه وسحب الثقة منه.
ومؤخرا، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، وبين محمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته والمقيم في تركيا.
وتم التصدير إعلاميا لحالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميًّا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا، وكذلك مجلس شورى القُطر، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.