الأزمة مستمرة.. البرلمان الليبي يرجئ جلسته بشأن الانتخابات
وقال النويري عقب استشارة النواب: "تعلق الجلسة إلى الأسبوع المقبل"؛ حيث بحثت هيئة رئاسة مجلس النواب مع لجنة خارطة الطريق، آليات عمل اللجنة؛ لوضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة.
وكان المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب عبدالله بليحق، قال في بيان صحفي، إن الاجتماع جاء للوصول إلى الاستحقاق الوطني بإجراء الانتخابات وفقًا لإرادة الشعب الليبي، من خلال المعطيات الحالية للعملية الانتخابية، والتواصل مع كل الجهات والأطراف المعنية".
الانقسام في البرلمان
وفي هذا الإطار قال الأكاديمي الليبي علي العباسي، إن الانقسام موجود داخل جميع مؤسسات الدولة وليس البرلمان فقط، مؤكدًا أن هناك تيارات برلمانية تسعى إلى عرقلة الانتخابات للاستفادة من مناصبهم.
وأكد العباسي أن ضغط الشارع المستمر هو من سيفرض كلمته، فالجميع يريد الانتخابات لأنها الطريق الوحيد أمام الشعب الذي لا يزال يدفع الثمن وحده طيلة السنوات الماضية.
في السياق ذاته، قال أبوبكر علي مردة عضو مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، إن الاتجاه العام في البرلمان حاليًّا هو وضع خارطة طريق جديدة لإدارة المرحلة المقبلة.
وأوضح مردة، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن اللجنة البرلمانية ستواجه الكثير من التحديات، ومن الصعب تهيئة الأجواء خلال شهر لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي.
وأكد مردة أن من أبرز المعوقات والانقسامات هو موقف المجلس الأعلى للدولة، الذي طالب بضرورة وجود آليات واضحة يتم من خلالها التوافق حول قاعدة دستورية يتوافق حولها أطراف الصراع السياسي.
أمر صعب
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت عبدالعزيز عقيلة، إن عملية الوصول إلى موعد جديد للانتخابات أمر صعب، فالمسألة معقدة للغاية، وهذا ما اتضح خلال جلسات البرلمان أمس واليوم.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الوضع الحالي بدون رؤية واضحة، فأمس في البرلمان تحدثت تقارير أمنية عن استحالة إجراء انتخابات نظرا لخطورة التنظيمات الإرهابية التي تحاول مهاجمة مراكز الاقتراع والعملية الانتخابية بالكامل.
وتابع عقيلة، قائلًا: "البرلمان حاليا مُتخبط.. حديث معظم النواب هو الانتظار لما بعد الموعد الجديد 24 يناير.. فهو يلقي الكرة مرة أخرى في ملعب المفوضية".
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت، إلى ضرورة تدخل الأمم المتحدة بفاعلية أكثر والقوى العظمي من أجل مساعدة مؤسسات الدولة الليبية في وضع خارطة طريق جديدة؛ للوصول إلى استحقاق انتخابي في أقرب وقت.
*في القريب العاجل *
تبلورت معظم المطالب في الداخل والخارج الليبي بضرورة إجراء الاستحقاق الانتخابي في القريب العاجل، للخروج من حالة الانسداد السياسي التي تعيشها ليبيا منذ تحديد الموعد الأول لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
السياسي الليبي محمد الدوري، والعضو السابق في المؤتمر الوطني العام، أكد أن حالة الانقسام بين القوى السياسية ساهمت كثيرا في صنع المشهد الراهن، وهو ما يجعل تعامل اللجنة لرأب الصدع وفتح حوار لتهيئة الأجواء أمرا صعبا للغاية.
وأوضح الدوري، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن اللجنة التي تم تشكيلها من جانب البرلمان لوضع خارطة الطريق يجب أن تتعلم من أخطاء حكومة الدبيبة.
وتشهد الشوارع المحيطة بقاعة البرلمان في مدينة طبرق حالة من التوتر، حيث توافد متظاهرون مع بداية عقد الجلسة منذ أمس الإثنين، مطالبين بعدم إطالة مدة تأجيل الاستحقاق الانتخابي.
وطالب المحتجون بضرورة إجراء الانتخابات كسبيل وحيد للخروج من الفوضى التي تعاني منها البلاد، مؤكدين أن الوضع الحالي لا يحتمل الدخول في حالة صراع أو العودة للمربع الأول مرة أخرى.
ويرى الشارع الليبي أن خوض رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبية للانتخابات انتهاك لتعهده بعدم الترشح والاكتفاء بتهيئة الاجواد للاستحقاق وفقا لخارطة الطريق.
وقال الدبيبة، الثلاثاء، إن حكومته مستمرة في عملها حتى إقرار دستور جديد للبلاد، ووجود سلطة منتخبة يتم تسليم المهام لها.