بدأت ردود الفعل الدولية تتوالى مع اقتراب موعد الانتخابات الليبية التي تتزايد الشكوك بشأن احتمال تنظيمها، وسط توقعات كبيرة بتأجيلها، رغم أن الليبيين يعقدون آمالا كبيرة عليها للخروج من دوامة الفوضى.

وناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، آخر التطورات على الساحة الليبية، خلال لقائه رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، في القاهرة.

تطورات المشهد الليبي التي بحثها السيسي، شهدت على مدار الساعات الماضية زخما دوليا نتيجة ضبابية الرؤية حول الموعد المقرر لإجراء الاستحقاق الانتخابي يوم الجمعة المقبل.

في السياق ذاته، أطلقت واشنطن وإيطاليا تحذيرا صريحا حول الوضع الحالي في الداخل الليبي، كما عقدت فرنسا وروسيا لقاء مشتركا حول تلك الأزمة التي وصلت سياسيا إلى مفترق طرق والمعادلة الأصعب لإنهاء معاناة 10 سنوات من الصراع والفوضى.

تحذيرات واشنطن

عقب تزايد المؤشرات على تأجيل الانتخابات المرتقبة لما بعد موعدها المقرر 24 ديسمبر الجاري، بدأت القوى الإقليمية في إطلاق رسائلها، فمن واشنطن أكدت الإدارة الأميركية دعمها لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى دفع العملية السياسية في البلاد، وكذلك معاقبة المعرقلين، بحسب مسؤولين بالخارجية الأميركية.

وقال الكاتب السياسي الليبي، سالم الحريك، إن دعم واشنطن لعملية الانتخابات، وضرورة إجرائها في موعدها، يأتيان في ظل سياستها الجديدة، وهي محاولة التصدي لأي نفوذ روسي أو توجه لذلك في المنطقة.

وأضاف الكاتب السياسي، خلال تصريحاته لـموقع "سكاي نيوز عربية"، أن أغلب الأطراف المحلية والدولية أصبحت تتنصل من إعلان تأجيل الانتخابات بشكل رسمي، فالكل يرمي بالكرة تجاه الآخر.

وتابع: "الليبيون ساخطون على الوضع الحالي من الصراع والانسداد السياسي.. الجميع يريد عقد الانتخابات في موعدها، والتخلص من الأجسام منتهية الصلاحية التي تستمد شرعيتها من الميليشيات أو الاتفاقات الدولية لقيادة مرحلة انتقالية".

 تحذير واشنطن تكرر للمرة الثانية خلال الساعات الماضية على لسان سفيرها لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، الذي شدد على موعد الاستحقاق الانتخابي، بخلاف منع أي مرشح من استغلال منصبه في الدعاية الانتخابية.

ولوح نورلاند بعقوبات أميركية ودولية ضد أي شخص أو جهة تهدد باستخدام العنف لعرقلة سير الانتخابات في ليبيا، قائلا: "إنهم سيكونون عرضة للعقوبات ليس من الولايات المتحدة فحسب، بل من المجتمع الدولي أيضا".

في سياق التحذيرات، دخلت روما على خط واشنطن، إذ طالب وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، جميع الأطراف الليبية بما وصفه بالالتزام البنَّاء؛ لإنجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة.

وأكد دي مايو أن تحقيق الاستقرار في ليبيا موحدة وذات سيادة هو هدف استراتيجي بالنسبة لإيطاليا، وهنا أكد الخبير العسكري عثمان المختار أن الفوضى في ليبيا تثير رعب القارة العجوز، وبالأخص إيطاليا.

وأضاف الخبير العسكري، خلال تصريحاته لـموقع "سكاي نيوز عربية"، أن روما أدركت خلال السنوات الماضية أن التحرك المنفرد بدون توافق دولي لن يؤتي ثماره في حل الأزمة، خاصة الأزمة الأمنية في ليبيا.

وتوقع المختار تحركات أوروبية أميركية قوية نحو معاقبة حقيقية لمن يتسبب في عرقلة الاستحقاق الانتخابي، الذي ظهر أمام تلك القوى الدولية أنه يحظى بترحيب كبير من الشارع الليبي، وخلاف كبير بين القوى السياسية.

لقاءات تقودها باريس

أيام قليلة تفصل الليبيين عن الاستحقاق الانتخابي الأول في تاريخهم، وسط ضبابية تسيطر على إمكانية إجراء ذلك الاستحقاق.

وأضاف المختار أن إرجاء الموعد يعد ضربة للمجتمع الدولي وخريطة الطريق، بخلاف فقدان الثقة داخل الشارع الليبي بتلك الجهود.

وفي ظل المحاولات الدولية حول الملف الليبي خلال الساعات الماضية، ناقش نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، مع المبعوث الفرنسي الخاص إلى ليبيا بول سولير، آخر التطورات في الداخل الليبي.

واتفق الجانبان على مواصلة الحوار الروسي-الفرنسي، بشأن مجموعة كاملة من المهام لتسوية الأزمات والنزاعات، وبالأخص في ليبيا.

التحرك الفرنسي في روسيا تبعه بيان أكد فيه وزير الخارجية جان إيف لودريان، أن تقرير الجدول الزمني للانتخابات في ليبيا متروك للمفوضية العليا للانتخابات، وفق خريطة الطريق التي أقرها مجلس الأمن، ومخرجات مؤتمر باريس الأخير.

وأضاف أنه "من الضروري دعم تطلعات الليبيين المشروعة لاختيار ممثليهم، من خلال ضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة حتى نهايتها".

وتابع: "مسألة تأجيل الانتخابات أصبحت أمرا محسوما وواقعا لا مفرَّ منه".

وحذر الخبير العسكري عثمان المختار من تبعات إعلان التأجيل ومدته على الشارع، مشيرا إلى الأحداث التي شهدتها العاصمة صباح اليوم؛ من مظاهر مسلحة وتحركات عسكرية مفاجئة، بالإضافة إلى إغلاق بعض الطرقات.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية