بريطانيا: إذا انهارت المفاوضات مع إيران سنبحث مع الشركاء خياراتنا
شددت الخارجية البريطانية في تصريحات خاصة لـ"العربية" على أن أمام إيران فرصة أخيرة لاستعادة خطة العمل الشاملة، مضيفة أنه في حال إذا انهارت المفاوضات مع إيران سنبحث مع الشركاء خياراتنا، فيما قالت الخارجية الأميركية إن واشنطن مستعدة للعودة للتفاوض بشكل غير مباشر بشأن نووي إيران.
وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء إن المبعوث الأميركي الخاص بالملف النووي الإيراني روب مالي يعتزم السفر إلى فيينا لقيادة وفد بلاده في المحادثات الرامية لإحياء اتفاق 2015 النووي مع إيران.
وقال إنريكي مورا، المنسق الأوروبي لمفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، اليوم الأربعاء، إن لجنة مشتركة واتصالات ثنائية ومتعددة الأطراف ستعقد هذا الخميس.
وذكر مورا في تغريدة على "تويتر"، أن الجولة السابعة من المفاوضات ستتواصل في فيينا بعد مشاورات بين عواصم مختلفة.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، إن "المحادثات الحالية هي آخر فرصة أمام إيران".
وقالت لمؤسسة "تشاتام هاوس للأبحاث": "هذه حقا آخر فرصة لإيران للعودة إلى الاتفاق، وأنا أحثهم بشدة على القيام بذلك لأننا مصممون على العمل مع حلفائنا لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية".
وأضافت "لذا يجب عليهم العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، لأن من مصلحتهم القيام بذلك" في إشارة إلى الاتفاق النووي.
وإلى ذلك، صرح المتحدث الرسمي للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، لـ"العربية" و"الحدث" بأن "أطراف مفاوضات فيينا سيعقدون جلسة عامة الخميس"، مشيرا إلى أن "العنصر الزمني يضغط في فيينا، وهناك حاجة عاجلة لإحراز تقدم".
وأشار ستانو إلى أن "الهدف الرئيس للمفاوضات هو عودة الولايات المتحدة وإيران إلى الاتفاق النووي"، وقال إن "الاتحاد الأوروبي يضطلع بدور في تيسير المفاوضات بين الأطراف المختلفة".
وفي تطور، أفاد المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، الأربعاء، أنه بحث مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الموقف الحالي في المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف أوليانوف عبر تويتر أن من المتوقع أن تلعب الوكالة الذرية دورا مهما في تطبيق أي اتفاق مستقبلي لإعادة العمل بالاتفاق مع إيران الذي وقع عام 2015. وتابع أنهما بحثا أيضا أنشطة وكالة الطاقة الذرية في إيران.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قد أعلن الثلاثاء أنه يخشى أن تكون إيران تسعى لكسب الوقت خلال هذه المفاوضات.
وتابع الوزير الفرنسي أمام لجنة برلمانية فرنسية: "اليوم عناصر المناقشة التي استؤنفت غير مشجعة لأننا نشعر أن الإيرانيين يريدون أن يجعلوها تستمر، وكلما طالت مدة المحادثات زاد تراجعهم عن التزاماتهم.. واقتربوا أكثر من قدرتهم على امتلاك سلاح نووي".
وبموجب اتفاق 2015 الذي أبرمته طهران وست قوى كبرى، اتخذت إيران خطوات للحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قرر في عام 2018 الانسحاب من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران التي ردت بانتهاك القيود النووية في العام التالي.
وتهدف المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا إلى حث الجانبين على استئناف الامتثال للاتفاق. وتدور المحادثات بين الجانبين عبر دبلوماسيين آخرين بسبب رفض طهران إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن.
وتوقفت المحادثات يوم الجمعة، حيث عبر مسؤولون أوروبيون وأميركيون عن استيائهم إزاء المطالب الواسعة للحكومة الإيرانية الجديدة.
وقال مسؤول أميركي كبير يوم السبت إن إيران تراجعت عن التنازلات التي قدمتها في الجولات السابقة من المحادثات في حين احتفظت بالتنازلات التي قدمها الآخرون وطلبت المزيد الأسبوع الماضي.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان إن رئيسي الولايات المتحدة وروسيا، وهما اثنتان من القوى الست الكبرى في الاتفاق النووي إلى جانب بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا، أجريا مناقشة "مثمرة" بشأن إيران يوم الثلاثاء.
وقال للصحفيين في إشارة إلى القوى الست: "كلما أظهرت إيران افتقارها للجدية على طاولة المفاوضات، كلما ازدادت الوحدة بين مجموعة 5+1 وكلما ظهروا باعتبارهم الطرف المعزول في هذه المفاوضات".