دائرة صراعات تتوسع بين أجنحة ميليشيا تترنح
تتوسع بؤرة الصراع بين أجنحة ميليشيا الحوثي بشكل متزايد، مما يؤكد أنها عصابات صغيرة تتنازع على الثروة والنفوذ، وسقوطها بات أمراً محتوماً واقترب بشكل متسارع منذ نهاية 2017.
وشكلت المساعدات الإغاثية، وموارد الضرائب، والاتصالات، وأراضي الدولة والأوقاف، والسوق السوداء للمشتقات النفطية، وتجارة الأدوية، أبز قضايا النزاع، في شقها الخاص بالثروة، بين أجنحة الميليشيا الحوثية، ومثلت الاغتيالات والتصفيات أهم أدواتها.
تؤكد تقارير المنظمات الإنسانية، تزايد الصراع بين أجنحة الميليشيا على نهب المساعدات الإغاثية، مما شكل تحدياً للوكالات الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
ومما زاد الصراع توسعاً التنافس المتزايد بين الأجنحة المختلفة لميليشيا الحوثي، وبين النخب المحلية والنظام المركزي للسيطرة على مؤسسات الدولة.
كما تفاقمت حدة الصراعات الداخلية بين قيادات الميليشيا في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها على تحصيل الضرائب السلعية، وضريبة القات في الأسواق ونقاط التفتيش، حيث تضاعفت الجبايات والضرائب عدة مرات.
وقالت منظمة تقييم القدرات الدولية إن الصراعات تتزايد داخل أجنحة الميليشيا الحوثية على الضرائب، حيث تواصل تعديل القوانين، وإنشاء الهيئات الخاصة بها، الموازية لمؤسسات الدولة.
وكان تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، قد أكد أن قادة الميليشيا يتنافسون لإثراء أنفسهم من محدودية موارد الدولة العامة.
وأشار إلى قيام محمد علي الحوثي وأحمد حامد وعبد الكريم الحوثي ببناء قواعد قوة متنافسة تؤمنها هياكل أمنية واستخباراتية منفصلة، مؤكداً أن ظهور كتل القوى المتميزة الحوثية على أساس المصالح الاقتصادية يقوض السلام والجهود الإنسانية.
وقال فريق الخبراء إن أحمد حامد مدير مكتب مهدي المشاط، رئيس سلطة الحوثيين التنفيذية غير المعترف بها، أحد الطامحين للسيطرة على الميليشيا، وينافس عبدالكريم الحوثي ومحمد علي الحوثي، ويشكلون منفصلين تهديدا خطيرا على زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي.
كما تؤجج الثروة العقارية في مناطق سيطرة الميليشيا، الصراع بين قياداتها النافذة باعتبارها سلاح تطويع الأجنحة الهاشمية السلالية.
وأنشأ قادة الميليشيا التابعة لإيران هيئات ومؤسسات خاصة بهم، تمكنهم من تحقيق أهدافهم داخل الميليشيا، كهيئتي الزكاة والأوقاف ردا من أحمد حامد على محمد علي الحوثي الذي أنشأ المنظومة العدلية.
ويأتي الصراع المتأجج للسيطرة على أراضي الأوقاف أو الخاصة من أملاك العائلات "الهاشمية"، في أعقاب تفاقم صراع أجنحة الميليشيا بين صعدة وصنعاء وموجة تصفيات واغتيالات متبادلة برزت منذ مطلع العام الجاري.
والصراع بين جناح الحوثي المتطرف الصاعد من صعدة والجناح السلالي من أسر بقايا الأئمة التي حكمت بعض مناطق شمال اليمن لعدة قرون، هو أحد أهم الصراعات في التنظيم الهرمي المغلق.
وتؤكد المصادر تصاعد حدة الصراع بين شخصيات قيادية في الميليشيا الحوثية على المناصب والأموال المنهوبة من عائدات وزارة الاتصالات والهيئات والمؤسسات التابعة لها، والتي وصلت إلى حد تصفية قيادات في الميليشيا.
وأسهمت الصراعات الداخلية لأجنحة الميليشيا في الكشف عن حقيقة إدارتها لمناطق سيطرتها، ما عزز ومدد حالة التذمر الشعبي من الميليشيا، وانعكس على أدائها في الميدان العسكري والسياسي، ووفر أرضية خصبة لتسريع سقوطها على أيدي الصف الجمهوري المناهض.