رغم شعارات "القُدس" الرنانة.. أسرٌ فلسطينية تواجه أذى الحوثيين في اليمن
عادةً ما يسوّق الحوثيون شعارات متعلقة بفلسطين المحتلة والقُدس الشريف لاستمالة الناس إلى صفوفهم، وغالبا ما تطغى هذه الشعارات في "تهريج" زعيم المليشيا الحوثية المدعو عبدالملك الحوثي أثناء خطاباته المطولة، والقيادات الحوثية الأخرى التي تتخذ من القضية الفلسطينية مدخلا واسعا لاستغلال الناس ونهب حقوقهم.
ادعاء المليشيا الولاء لفلسطين والقضية الفلسطينية في آن، هو نفس الادعاء الإيراني أو ذاك الذي يسوّقه حزب الله الذي يعيش جوارًا هادئًا مع إسرائيل؛ لكن المليشيا الحوثية التي تستغل اليمنيين باستمرار باسم هذه القضية برهنت هذه المغالطات بتعاملها الفاضح مع أسر فلسطينية تقطن اليمن منذ عقود دون أن يمسها أحد سوى المليشيا الإرهابية ومسلحيها.
في أحدث انتهاك صارخ مارسته المليشيا التابعة لإيران ضد مواطنين فلسطينيين لاجئين في اليمن، أكدت وثائق لجوء المليشيا الإرهابية إلى تهديد أسرة فلسطينية، تقطن محافظة ذمار، بالطرد من منزلها واضعةً أمامها شرطًا تعجيزيًا يقتضي من الأسرة دفع مبلغ باهض.
وهددت المليشيا الأسرة الفلسطينية بالسجن لعجزها عن دفع مبلغ 7 ملايين ريال اشترطته المليشيا الحوثية على الأسرة مقابل ما أسمته تجديد الإقامة، مع العلم أن هذه الأسرة تتمتع بوضع خاص لطبيعة الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون؛ عوضا عن أنها تعاني ما يعانيه اليمنيون من ويلات الحرب إثر انقلاب المليشيا وفرضها سياسة التجويع على عامة الناس.
في هذا التوقيت الذي توشك فيه الأسرة الفلسطينية على اللجوء للعيش في العراء، أعلنت مليشيا الحوثي عبر مكتب الأشغال العامة والطرق بأمانة العاصمة إقامة مسابقة تصميم مجسمات ميدانية عن فلسطين، لتوهم المجتمع باهتمامها بالقضية الفلسطينية.
وأثار هذا الأمر سخرية لدى المواطنين واستياء من تصرفات هذه الجماعة، حيث أفاد مواطنون بأن الأوْلى بالمليشيا إذا كانت فعلا تهتم بالقضية الفلسطينية هو أن توقف انتهاكات مسلحيها ضد الفلسطينيين المقيمين في اليمن، وكذا حل مشاكل اليمنيين أنفسهم.
وفي يونيو الماضي وثقت امرأة فلسطينية تعيش وأسرتها في صنعاء حادثة اعتداء استهدفت منزل الأسرة من قبل مشرف حوثي، حيث ظهر المشرف ينعت المواطنة الفلسطينية بـ "اللاجئة" ويتلفظ على الأسرة بألفاظ نابية، قبل أن يترجل من سيارته ويقوم بتهشيم إحدى نوافذ المنزل.
ودأبت المليشيا على إيهام المجندين والمغرر بهم في صفوفها بأنهم ماضون لتحرير القدس؛ لكن هؤلاء يجدون أنفسهم في محارق الموت بالجوف ومأرب والبيضاء والساحل الغربي وتعز والضالع وغيرها من الجبهات، حيث يُدفعون داخل أراضي يمنية للاعتداء على يمنيين في مناطقهم وقراهم.
وطبقا لمصادر سياسية، فإن مليشيا الحوثي تستغل المأساة والقضية الفلسطينية لتمرير أجندات ومشاريع سياسية، كما تتخذها أيضا مادة للمتاجرة والتكسب السياسي والمادي، وإطالة أمد الحرب في اليمن، والاستمرار في قتل اليمنيين.