حصيلة مؤلمة خلال 17 يومًا.. الألغام الحوثية كابوس يستمر في حصاد أرواح اليمنيين
في الأسبوع الأول من مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري كانت امرأة تُدعى "محمدة محمد جلاجل"وهي حامل في شهرها السابع على موعد مع واقعة مؤلمة من الإصابة إثر تعرضها لانفجار لغم حوثي، زرعته مليشيا شعارها الموت، وسياستها تفخيخ الأرض بكل الأدوات المؤدية لشعارها.
كانت "جلاجل" خلال تعرضها لانفجار اللغم الحوثي، وهو من أحد أنواع الألغام الفردية المحرم زراعتها دوليًا، ذاهبةً إلى منزلها في قرية المسنا، تابعة لمديرية الحالي، شرقي مدينة الحديدة، التي زرعتها هذه المليشيا بآلاف الألغام والعبوات الناسفة.
20 ضحية في نصف شهر
"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" ومع تصاعد ضحايا الألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها مليشيا الحوثي الإرهابية في عديد من المحافظات اليمنية، رصدت مقتل وإصابة نحو 20 مدنيًا بينهم امرأة و3 أطفال، في 7 محافظات، وذلك خلال الفترة من 1 أكتوبر، وحتى الـ17 من الشهر نفسه.
ووثق تقرير الرصد الخاص بـالوكالة مقتل (5) مدنيين جراء الألغام الحوثية، (2) من الضحايا سقطا في انفجار أثناء انتشال جثث قتلى في محافظة تعز، و(2) قتلا في انفجار لغم أرضي بمحافظة البيضاء، و(1) في محافظة حجة.
ووفق ما رصد التقرير، فقد أسفرت الألغام الحوثية عن إصابة ما لا يقل عن (15) آخرين بينهم امرأة و(3) أطفال، (5) في محافظة الجوف و(3) في محافظة مأرب و(3) في تعز، و(1) في كل من محافظات الحديدة، وصنعاء، والبيضاء، وحجة.
وتصدرت محافظتا الجوف وتعز، أعداد ضحايا الألغام الحوثية الأسبوعين الماضيين بنسبة (25%) من إجمالي الضحايا لكل منهما، فيما جاءت بعدهما محافظتا مأرب والبيضاء، بنسبة (15%) لكل واحدة منهما، فيما أتت محافظة حجة ثالثًا بنسبة (10%)، تلتها محافظتا صنعاء والحديدة، رابعًا، وذلك بنسبة (5%) لكل منهما.
الأكثر تضررًا
وتعد محافظتا الجوف، شمالي شرق اليمن، والحديدة، غربًا - بحسب منظمات وتقارير محلية - من المحافظات اليمنية الأكثر تضررًا من الألغام والعبوات الناسفة، التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا بشكلٍ عشوائيٍ في المزارع، والطرقات، وبين منازل المواطنين، والقرى الآهلة بالسكان طيلة السنوات الست الماضية.
ووفقًا لتلك التقارير، ومصادر محلية في المحافظتين أفادت "وكالة 2 ديسمبر" فإن الألغام الأرضية، والتي بينها الآلاف من المحرمة دوليًا والعبوات الناسفة، تواصل حصد أرواح المدنيين بصورة شبه يومية، حيث أصبحت تشكل كابوسًا مخيفًا، يخيم بظلاله على السكان في هاتين المحافظتين.
ولا تزال حقول الألغام والعبوات الناسفة التي كثفت المليشيا من زراعتها في المحافظتين - بحسب ما تحدثت عديد مصادر محلية - تقيّد حركة المدنيين وتهدد حياتهم، وتعمل على محاصرتهم في المنازل، خوفًا من الوقوع ضحية لإحداها.
4 أعوام و1400 ضحية
وفي آخر إحصائيات التقارير الأممية، كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن، الـ "أوتشا" في تقرير له مطلع الشهر الجاري، عن أن الألغام الحوثية منذُ العام 2018 حتى اليوم أودت بحياة قرابة 1424 مدنيًا، إلى جانب آلاف الجرحى.
تفخيخ الأرض
يشار إلى أن مليشيا الحوثي المتمردة عمدت - وفق مراقبين وحقوقيين - على مدى السنوات الماضية إلى زراعة مئات الآلاف من الألغام والمتفجرات والعبوات بمختلف المناطق والمدن والمحافظات اليمنية، إذ باتت -وفقًا لما يقولون- زراعة هذه الألغام تشكل عائقًا كبيرًا أمام المواطنين وتنقلاتهم بين قراهم السكنية.
وتشير تقارير حقوقية إلى إن المليشيا، زرعت خلال السنوات السبع الماضية أكثر من مليونين ونصف المليون لغم أرضي ومتفجرات وعبوات ناسفة، أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 20 ألفًا من المدنيين في اليمن.