تقرير مطول نشره، مؤخرا، موقع "زيتون" الناطق بالفارسية بقلم الكاتبة يلدا أميري، تناول الطموح المبكر لنظام ولاية الفقيه في المنطقة، وطموح خامنئي في استعادة "الحضارة الإسلامية" وفق الرؤية الصفوية. مخصصة مساحة كبيرة لقصة فيلق القدس وتشكيله شبكات تهريب معقدة، لتمويل ودعم الأذناب الإيرانية بالسلاح والتقنيات، بما فيها مليشيا الحوثي.
 
أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وعقب الغزو الإسرائيلي للبنان، سنحت الفرصة لإيران في بناء شبكة العملاء لتحقيق الطموحات الصفوية، فعملت على شق حركة فتح الفلسطينية وحركة أمل اللبنانية.
 
تقول الكاتبة الإيرانية إنه في ربيع 1982، جاء وفد من "كتلة حزب الله" في "حركة أمل" اللبنانية إلى طهران للقاء الخميني، المرشد الأول للنظام، طالبا منه استخدام نفوذ الثوار الإيرانيين في حركة "أمل" لصالح تكتلهم وتعيين ممثل للتنسيق، فتم تعيين علي خامنئي لهذا الغرض، وفي الصيف أُعلن عن تشكيل "حزب الله اللبناني" وانفصال "الجهاد الإسلامي" عن الجناح العسكري لـ "حركة فتح".
 
ولتلبية متطلبات مستجدات نشأة النفوذ الإيراني، طلب خامنئي عام 1982 من محسن رضائي، قائد الحرس الثوري الإيراني آنذاك، إعداد خطة لـ "تشكيل لجنة الحرب غير النظامية للعمليات الخارجية للثوار الإيرانيين"، فتمت الموافقة من الحرس الثوري في مايو 1983، وأصبحت اللجنة "المقر الرمضاني للحرس الثوري"، ويشرف المقر على تنفيذ عمليات القتل الأجنبية ضد المعارضين للنظام الإيراني، وأطلق على المقر اسم "فيلق القدس"، وصار ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري.
 
في مضمار نشاطه التخريبي في المنطقة أنشأ فيلق القدس شبكات تهريب معقدة وسرية تتولى إيصال دعمه التسليحي والمالي لعملائه في المنطقة، بعضها باتت تحت الرقابة الدولية وطائلة العقوبات الأمريكية.
 
من أهم تلك الشبكات كما تورد الكاتبة يلدا أميري، الوحدة 190، المكونة من 24 فردا فقط، أحدهم الضابط الكبير بهنام شهرياري مارالو، الخاضع لعقوبات أمريكية، والذي استخدم أسماء مستعارة، منها "حجة الله ناريماني" و "سيد علي أكبر مير وكيلي"، وشهرياري واحد من الشخصيات الرئيسية لنقل عتاد فيلق القدس، عبر أساليب متنوعة بينها تسجيل العديد من الشركات الوهمية. وكان وزير الخارجية الأمريكية السابق بومبيو اتهم الوحدة 190 في تهريب السلاح لمليشيا الحوثي. 
 
ومن الأسماء البارزة في تكوين شبكات التهريب الإيرانية عبدالرضا شهلائي الذي أسس وشغّل شبكة من العسكريين ورجال الأعمال لتهريب الأسلحة وتقديم المساعدة المالية للحوثيين. 
 
وتصفه وزارة الخزانة الأمريكية بأنه أكثر قادة فيلق القدس نشاطاً في الشرق الأوسط، وهو المسؤول عن الملف اليمني منذ احتلال الحوثيين لصنعاء، وهو مدرج في القائمة السوداء الأميركية للإرهابيين منذ عام 2008، ويستخدم أسماء مستعارة منها "حاج يوسف" و"يوسف أبو الكرخ". ولا توجد صور أو مشاهد تظهر شهلائي الذي شارك في الحرب العراقية-الإيرانية، ما يجعله القائد العسكري الأكثر غموضاً في الحرس الثوري الإيراني. 
 
ونقلت الكاتبة عن الخزانة الأمريكية اسم أمير ديانت، المواطن العراقي من أصل إيراني، يعمل معه رجل يدعى كمران اللجميري.
 
وتعاون ديانت منذ فترة طويلة، عبر شركات صورية، مع فيلق القدس في مجال تمويل وتهريب الأسلحة والصواريخ، بالتعاون مع وزير الطرق الحالي ووزير النفط الأسبق رستم قاسمي، والعضو البارز في فيلق القدس بهنام شهرياري، والقائد الحالي لفيلق القدس إسماعيل قاآني ونائبه محمد حجازي، بجانب رئيس إدارة شركة "خضرى جهان داريا" عبد الحسين خدري العضو في هذه الشبكة.
 
وفي مايو 2018 أدرجت الخزانة الأمريكية خمسة من ضباط الحرس الثوري الإيراني بينهم محمود باقري كاظم آباد قائد وحدة الصواريخ "غدير" في القوة الجوية للحرس الثوري، والتي أرسلت صواريخ إلى الحوثيين، والضابط في القوات الجوفضائية بالحرس مهدي أزاربيشة، وعضو فيلق القدس، ومحمد علي حداد نجاد طهراني، عضو منظمة "البحث والتميز في الجهاد الذاتي" بالحرس الثوري.
 
 وعمل هؤلاء من خلال عضويتهم في شبكة تهريب على نقل تقنية إنتاج الصواريخ الباليستية نفسها إلى مليشيا الحوثي. كما شاركت الشبكة في حمل أسلحة الصواريخ الباليستية ومكوناتها وإرسال خبراء الصواريخ إلى جميع أنحاء المنطقة.  
 
ومن بين شبكات التهريب التابعة للحرس الثوري الإيراني شبكة يقودها مستثمر حوثي يعيش في إيران يدعى سعيد الجمل، فرضت عليه الخزانة الأمريكية، في يونيو الماضي، عقوبات إلى جانب آخرين في شبكته منهم عبدي ناصر علي محمود، رجل أعمال في تركيا.

وتشير الكاتبة الإيرانية يلدا أميري في تقريرها إلى إن الحرب في اليمن "تتماشى مع السياسات الإقليمية" لإيران وطموح علي خامنئي لخلق "حضارة إسلامية جديدة" كما يدعي، ولهذا فإن نظام "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وبغض النظر عن المجاعة والمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، يغذي الحرب والمجاعة عبر تمويله وتسليحه للحوثيين. حسب أميري.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية