لم تسلم الفتيات في العاصمة صنعاء من انتهاكات وجرائم ميليشيات الحوثي الكهنوتية، فقد طالتهن انتهاكات المليشيات، وانضممن إلى من سبقوهن إلى قائمة الانتهاكات الحوثية من الفئات اليمنية الشيوخ والشباب والأطفال.

 

فمنذ بداية العام الحالي، اختطفت ميليشيا الحوثية عشرات الفتيات واعتدت على ضعف العدد، ليتجلى بذلك، أنها لا ترى أي عيب فيما تقوم به من اعتداء واختطاف للنساء والذي يعتبره المجتمع اليمني عيبًا أسود، ولتكشف بذلك إيضًا أنها تستورد جميع أفكارها المتعارضة والدخيلة على العادات اليمنية المعروفة والسائدة.

 

أبريل ويوليو حافلان بالانتهاكات

قبل أيام، اختطفت أطقم ميليشياوية 4 فتيات من حي حدة، واقتادتهن إلى جهة مجهولة، وفق ما أفاد به شهود عيان، وأكدته مصادر حقوقية موثوقة.

 

وفي التفاصيل، تحدث الشهود أنهم شاهدوا أطقم ميليشياوية تتبع قياديا حوثيا تعترض الفتيات أثناء مرورهن في حي حدة، واختطفهن واقتادتهن إلى سجون المليشيا الحوثية السرية في العاصمة.

 

وبحسب المصادر الحقوقية، خير القيادي الحوثي الفتيات اللاتي تم اختطافهن بين العمل معهم كزينبيات أو سيتم إلصاق فضيحة أخلاقية بهن.

 

وسبق ذلك بشهرين، اختطاف معلمة من معلمات مدرسة شهداء الجوية واقتيادها إلى جهة مجهولة، وفق ما ذكرته مصادر تربوية.

 

وأفادت المصادر لـ "وكالة 2 ديسمبر"، أن المليشيا اختطفت معلمة عقب انتفاضة طلابية ضد قياديين حوثيين في مديرية بني الحارث، ورفضهن ترديد الصرخة الحوثية، موضحة أكثر:"أن المليشيا اتهمت المعلمة بتحريض الطالبات على رفض الصرخة الحوثية".

 

ولم تفرج المليشيات عن المعلمة إلا بعد اعتصام للطالبات والمعلمات في المدرسة أمام مركز للتحقيق، حسبما تحدثت به المصادر، التي واصلت تصريحها بالقول أن المليشيا أخرجت الطالبات والمعلمات من فصول المدرسة وفرضت عليهن ترديد الصرخة الحوثية على إيقاع رقصة البرع بالقوة، عقوبة للانتفاضة الطلابية.

 

يناير ومارس يسجلان انتهاكات متعددة

وجميع الجرائم السابقة لم تكن هي الأولى التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق النساء في العاصمة صنعاء، فقد سبقتها انتهاكات متعددة طالت فتيات متظاهرات وناشطات في يناير ومارس الماضيين.

 

ففي شهر يناير الماضي، اختطفت المليشيا الكهنوتية عشرات الفتيات اللاتي خرجن للتظاهر للمطالبة بتسليم جثمان الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح.

 

وقبل الاختطاف اعتدت عناصر ميليشياوية وأخرى زينبية على المتظاهرات بالهراوات والعصيّ الكهربائية، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح.

وفي مارس، سجلت عدد من الانتهاكات والجرائم الحوثية بحق النساء المشاركات في تقديم الورود حول منزل رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح، إذ قامت بالاعتداء بالضرب المبرح على المشاركات واختطاف العشرات منهن.

 

وبحسب مصادر حقوقية، اعترضت العناصر المليشياوية والزينبية المشاركات عند الدخول إلى محيط المنزل.

 

وأكد صحة إفادة المصادر، بيان لفريق اليمن الدولي للسلام الذي أكد قيام عناصر المليشيا بالاعتداء على المشاركات دون مراعاة لأبسط الحقوق الإنسانية، مشيرًا إلى حصوله على معلومات من شهود عيان أكدوا له "أن الضرب الذي تعرض له المشاركون لا يمكن وصفه نظرا لبشاعة وطريقة الاعتداء عليهم، فالأستاذة فائقة السيد تعرضت للضرب المبرح والقيام بدفعها بقوة وإسقاطها أرضاً دون مراعاة لكبر سنها وحالتها الصحية".

 

وإلى جانب الاعتداء أكد الفريق اعتقال العديد من المشاركين والمشاركات وأخذهم بالقوة إلى الأطقم المليشياوية، والقيام بمطاردة النساء والمشاركين إلى الشوارع المحيطة بمنزل الرئيس، مُفيدًا بتعرض إحدى المشاركات للضرب المبرح بالصواعق الكهربائية وأنها أصيبت بجروح بالغة.

 

ابتزاز أهالي المختطفات

ولم تتوقف ميليشيات الحوثي عند الاعتداء على النساء واختطاف العشرات منهن، ذهبت إلى أبعد من ذلك، إلى ابتزاز أهالي المختطفات والمخفيات في سجونها السرية مطالبة بدفع أموال لمشرفيها مقابل الإفراج عن المختطفات.

 

وأفاد شقيق إحدى المختطفات بعد اشتراطه عدم ذكر اسمه، أنه طرق كل الأبواب وطالب بالسماح له وأسرته برؤية شقيقته المختطفة، غير أنهم فشلوا في سعيهم فقد رفضت المليشيا تحقيق طلبهم.

 

وقال إن أحد مشرفي المليشيا طلب منه مبالغ مالية مقابل إطلاق سراح شقيقته، موضحًا أن أسرته دفعت الأموال للمشرف الحوثي، وأن المشرف هددهم بالاعتقال بعد أخذ الأموال، معتبرًا اختطاف شقيقته وعشرات الفتيات عيبًا أسود يرفضها المجتمع اليمني بكامل فئاته.

 

وقال شقيق مختطفة ثانية، إنه ذهب إلى قيادي حوثي يدعى أبو حمزة وهو أحد مشرفي المليشيات في حي بيت بوس، بعد طرق كافة الأبواب، متابعًا تصريحه بالتوضيح أن القيادي الحوثي أكد له أن هناك 12 فتاة مختطفة لديهم من اللاتي شاركن في مسيرة نسائية طالبت بتسليم الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح.

 

وبحسب المصدر، رفض القيادي الحوثي الكشف عن مصير شقيقته، مبررًا أن ذلك ليس من اختصاصه، قبل أن يؤكد أنه قد يتوسط له عند القيادات الحوثية. ووافقت الأسر على وساطته.

 

طلب بعد ذلك القيادي الحوثي مبلغ خمسمائة دولار عن كل فتاة، طبقًا لما ذكره المصدر، الذي قال أن أبو حمزة أبلغه أن القيادات الحوثية تريد من كل أسرة دفع خمسمائة دولار لإطلاق سراح المعتقلات.

 

وافقت بعض الأسر، بحسب ما سرده المصدر، مُفيدًا بأخذ القيادي الحوثي المبلغ من بعض الأسر، ورفض لاحقًا بعد أخذ الأموال مقابلة أسر المختطفات أو إطلاق سراح الفتيات.

 

مناشدات للتدخل

وأمام هذه الجرائم والانتهاكات الميليشياوية البشعة، ناشدت أسر الفتيات المخفيات بسجون ميليشيات الحوثي الكهنوتية المنظمات الدولية والمحلية بسرعة التدخل لإطلاق سراح بناتهم المختطفات بسجون المليشيا السرية في العاصمة صنعاء.

 

وأبلغ مصدر حقوقي الوكالة، أن أسر المخفيات حاولت الالتقاء بالمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفث أثناء زيارته للعاصمة صنعاء، وأن المليشيات منعتهم من مقابلة المبعوث الأممي.

 

وقال والد أحد المخفيات، إن المليشيا الحوثية هددتهم بالاعتقال والإخفاء القسري في حال حاولوا لقاء المبعوث الأممي غريفث.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية