تحت سلطة البطش الحوثية.. مساجد تنتهك وأئمة وخطباء في المعتقلات
اختطفت مليشيا الحوثي الإرهابية العشرات من خطباء وأئمة المساجد في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من أربع سنوات.
وتعرض الخطباء والفقهاء والأئمة للاستهداف الممنهج كغيرهم من فئات الشعب من قبل الحوثيين ولكن الانتهاكات والاعتقالات والإخفاء القسري بحقهم تصاعد بوتيرة عالية منذ انقلاب المليشيات على السلطة في 21 سبتمبر 2014 لما لهم من دور كبير في توعية أبناء المجتمع اليمني ومحاربتهم لكل الأفكار المتطرفة وعلى رأسها الفكر الحوثي الضال.
وقال مصدر في وزارة الأوقاف والإرشاد المختطفة من قبل المليشيا لوكالة 2 ديسمبر الإخبارية، إن العشرات من الخطباء والفقهاء وأئمة المساجد اختطفتهم المليشيا من المناطق الخاضعة لسيطرتها وزجت بهم في سجونها بدون أي أسباب.
وأوضح المصدر أن الخطباء والفقهاء وأئمة المساجد المعتقلين يتعرضون للانتهاكات ومعاملة سيئة داخل السجون، وأن الكثير من أسرهم وأهاليهم لا يعرفون أماكن احتجازهم حيث يرفض عناصر المليشيات الإفصاح عنها.
وذكرت مصادر رسمية عليا بوزارة الأوقاف والإرشاد، مؤخرا أن أكثر من 150 من خطباء وأئمة المساجد يقبعون في سجون الحوثيين.
وحولت المليشيات الحوثية المساجد في المناطق الخاضعة لسيطرتها من مكان للعبادة ووحدة الصف إلى مكان للفتنة والتفرقة بعد ما أفقدتها روحانيتها وتسببت في عزوف المصلين عن الكثير منها.
ويعزف الكثير من المصلين عن أداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة من كل أسبوع في أغلبية المساجد الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي مفضلين البقاء في منازلهم والصلاة فيها درءاً للخلافات والفتن المذهبية والطائفية التي تفتعلها عناصر المليشيا تارة بفرض الصرخة على المصلين وتاره أخرى بمنع حلقات تحفيظ القرآن الكريم داخل المساجد، وتاره بقيام خطباء المليشيا باحتلال المنابر بالقوة وبث سمومهم من خلالها إما عبر التحريض والتخوين لكل المخالفين لها.
وأقدمت مليشيا الحوثي خلال الأربع السنوات الماضية على تهجير وإزاحة أكثر من 1200 خطيب وإمام وداعية، وسحب مساجدهم وتعيين خطباء بدلاء عنهم من عناصرها والموالين لها في المناطق المتبقية الخاضعة لسيطرتها وفقا لآخر إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الأوقاف والإرشاد.
وحولت المليشيات الحوثية الكثير من المساجد إلى مجالس للمقيل ومضغ القات ولترويج فكرها الظلامي وحولتها إلى مقرات للتعبئة الطائفية ودورتها الثقافية كما استخدمت منابرها للتحشيد، وحث المواطنين للالتحاق في صفوفها والتحرك إلى جبهات القتال للمشاركة في حربها العبثية.
وعبث الحوثيون بأكثر من 750 مسجداً في المناطق الخاضعة لسلطتهم القمعية وتم تحويل بعضها إلى مقرات ومستودعات للسلاح وبعضها تم تحويلها إلى مجالس لتعاطي القات، والبعض الآخر تم تفخيخها بالمتفجرات ونسفها بالكامل بحسب ما ذكرته مصادر رسمية عليا في وزارة الأوقاف والإرشاد.
ومنعت مليشيا الحوثي حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، وحرصت على إقامة حلقات تحفيظ للقرآن يقيمها خطباء موالين لها وفرضت خلالها تدريس الملازم والمناهج الطائفية التابعة لزعيمها عبدالملك الحوثي وشقيقه الأكبر الصريع حسين الحوثي.
كما أغلقت المليشيات الحوثية العشرات من دور تحفيظ القرآن الكريم وحولت العديد منها إلى مقرات لعناصرها وأخرى سجون للمختطفين والمخفيين قسرياً من المناهضين لها.
وألزمت ميليشيا الحوثي عبر وزارة الأوقاف والإرشاد الخاضعة لسيطرتها أئمة وخطباء المساجد بالالتزام بخطب الجمعة المعدة من قبل الوزارة، ومنع فتح مكبرات الصوت في المساجد أثناء صلاتي التراويح والقيام خلال شهر رمضان من كل عام.
وفرضت المليشيا على أغلبية المساجد في المناطق المتبقية الخاضعة لسيطرتها قبيل أذان صلاتي الفجر والمغرب كل يوم عبر مكبرات الصوت الخارجية "التسبيح" وفق مناهج وملازم قياداتها لمدة ربع ساعة في اعتقاد بأن ذلك يدعم مقاتليها ويعززهم بالثبات حتى تحقيق النصر - حسب زعمها.