كثيرون قابلوا الهجوم الإرهابي لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران على ميناء المخا الحيوي، أمس الأول السبت، بالإدانة والتنديد والشجب فحسب؛ إلا أن سكان المخا قرروا الخروج في تظاهرة كبيرة تعبيرًا عن رفضهم للصمت الأممي إزاء هذا الهجوم الإرهابي الغادر.
 
ويجد سكان المخا ارتباطًا وثيقًا يعقدهم بالميناء الذي يعد أهم المآثر التاريخية والاقتصادية في مدينتهم؛ عوضًا عن كونه نافذة للأمل والحياة التي استمدها الملايين من هذا الميناء حديثًا وقديمًا لما له من أهمية كبيرة في تعزيز روافد الاقتصاد واستقبال المعونات الإنسانية وشحنات الغذاء من مختلف وجهات العالم.
 
ومنذ افتتاح المرحلة منه أواخر يوليو الماضي، بدأ ميناء المخا استقبال سفن البضائع والمساعدات الإنسانية، ليرى النور بعد 6 سنوات من التوقف لما لحق به من دمار هائل أحدثته آلة الحرب الحوثية عندما كانت تسيطر المليشيا على المخا وعقب طردها منها، حيث شنت آنذاك قصفًا واسعًا دمر كل مرافق الميناء، إلا أن السلطة المحلية وبدعم من القوات المشتركة أعادت بجهد دؤوب إصلاح أغلب تلك الأضرار لإعادة النشاط إلى الميناء الهام من جديد ونفض غبار التوقف عنه.
 
بعودة نشاط الميناء عاد المئات من سكان المخا إلى وظائفهم مجددا، وتأهبت المدينة لحالة من الانتعاش الاقتصادي بافتتاح أهم الموانئ التاريخية في البلاد لاستقبال البضائع والواردات إلى المخا وتعز وكل محافظات الجمهورية، وهو الأمر الذي أثار قلق المليشيا من وجود منفذ اقتصادي حر يعمل وفق محددات القانون بعيدًا عن أياديها العابثة.
 
ويرى سكان المخا أن الاعتداءات الإرهابية لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران تهدف بالدرجة الأولى إلى قطع أرزاق مئات العاملين في الميناء، وتعطيل نشاط أهم منفذ بحري ورافد اقتصادي في الساحل الغربي، والإضرار بملايين النازحين والمشردين كون المليشيا تعمدت قصف مخازن المساعدات وهناجر حفظ البضائع.
 
ولهذه الاعتبارات التي تمس حياة الناس، خرج سكان مدينة المخا عن بكرة أبيهم بمشاركة كبيرة من سكان الساحل الغربي عامة ومن الأطياف السياسية والمكونات الاجتماعية، لإيصال رسالة للعالم والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومخاطبتهم من الشارع عما تتعرض له المرافق الحيوية في الساحل الغربي من اعتداءات سافرة من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، وآخرها الاعتداء على ميناء المخا.
 
وجالت أعداد كبيرة من المشاركين شوارع مدينة المخا، حيث توقفت حركة السير لبعض الوقت بسبب الجموع الغفيرة التي سارت مشيا على الأقدام تردد هتافات منددة بالإرهاب الحوثي والصمت الدولي، فيما مزق متظاهرون غاضبون صور زعيم المليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي أمام عدسات الكاميرات.
 
ونوّه المتظاهرون بدور القوات المشتركة التي أحبطت الهجوم الواسع على الميناء عندما أسقطت طائرات مسيرة مفخخة كانت موجهة لاستهداف باقي المرافق ورصيف الإنزال بهدف تعطيل عمل الميناء كليًا؛ داعين المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم إزاء هذه التهديدات التي تستهدف حياة الناس بشكل رئيس.
 
وقبيل تنفيذها الهجوم الإرهابي شنت مليشيا الحوثي من خلال قادة بارزين تابعين لها حملات تضليل ودعاية كاذبة ضد الميناء الحيوي معتبرة تشغيله "خرقا للسيادة"، كما روج قادتها الإرهابيون تمهيدا لتنفيذ العملية الإرهابية التي جاءت نتيجة مخاوف المليشيا من اتجاه التجار والمستوردين إلى ميناء المخا بدلا عن ميناء الحديدة الخاضع لها والذي يتعرضون فيه للابتزاز المستمر.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية