سوق حوثية سوداء للمناهج التعليمية.. مدارس فارغة وأرصفة عامرة
تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا عبثها وجرائمها الممنهجة بحق قطاع التعليم في اليمن، وذلك بتحويلها هذا القطاع إلى إقطاعية فساد ومتاجرة ونهب منظم، لتجني من ورائها المليارات التي تذهب لحساباتها الشخصية من جهة، ودعم معاركها القتالية والعبثية تحت ما تسميه "المجهود الحربي" ضد اليمنيين من جهة أخرى، للعام السابع تواليًا.
مع انطلاق العام الدراسي الجديد، لا يزال آلاف من طلبة المدارس بالعاصمة صنعاء، وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي يعانون من عدم استلام كتب المناهج الدراسية حتى الآن - وفق مصادر محلية لـ"وكالة 2 ديسمبر" - في وقت تتواجد فيه هذه المناهج في الأسواق السوداء التي تديرها قيادات حوثية نافذة وتعمل على المتاجرة بها.
تتحدث المصادر عن غياب شبه تام لمناهج الدراسة في مختلف المدارس الحكومية الواقعة في نطاق سيطرة المليشيا، التي عملت على المتاجرة بها في عديد أسواق سوداء، بالإضافة إلى بيعها للمدارس الأهلية بثمن باهض، وحرمان الطلاب في المدارس الحكومية منها.
ويفيد سكان في العاصمة صنعاء، وإب، ومدن أخرى خاضعة لسيطرة المليشيا الإرهابية، عن تحول عدد من شوارع تلك المدن إلى أسواق سوداء لبيع المناهج والكتب المدرسية، وبأسعار وصفت بـ"الخيالية" وسط حرمان يعانيه الطلاب في الحصول على مناهجهم التعليمية.
وبحسب السكان فإن المنهج الدراسي في السوق السوداء يُباع بأكثر من 15 ألف ريال للمنهج الواحد لطلاب المدارس الخاصة، وبنحو 12 ألفًا لطلاب المدارس الحكومية، فيما يراوح سعر الكتاب الواحد بين 500 و1000 ريال.
ولجأ الآلاف من أولياء أمور طلاب المدارس في محافظة إب، وسط اليمن، للأسواق السوداء - بحسب ما يتحدثون - لشراء المنهج التعليمي لأطفالهم.
ونقلت مصادر متطابقة عن مسؤول في مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي طلب عدم الكشف عن هويته: يتم بيع المنهج للمدرسة الواحدة الأهلية والخاصة بمبلغ يصل إلى 10 ملايين ريال.
ويأتي ذلك - وفق سكان - وسط تعمد قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية في وزارة التربية والتعليم، مماطلات عدة فيما يتعلق بتأمين الكتب المدرسية للطلبة، برغم تواجد هذه الكتب في الأسواق السوداء، التابعة للعديد من قيادات المليشيا.
وفيما قال السكان، إن الشهر الأول من بدء العام الدراسي الجاري يشارف على الانتهاء، في وقت لم يحصل أبناؤهم الطلاب على مناهجهم الدراسية.
وكانت مصادر متطابقة قالت إن المليشيا الحوثية عمدت إلى الإشراف المباشر على افتتاح أسواق سوداء عدة في مناطق سيطرتها، لبيع الكتب والمناهج الدراسية بالتزامن مع دخول الشهر الأول من بدء العملية التعليمية.
ومن الجدير بالذكر أن المليشيا الحوثية أدخلت هذا العام تغييرات على المناهج الدراسية بشكل واسع وأكثر تطييفًا من الأعوام السابقة، حيث فخختها بصبغة طائفية وسياسية تزرع عقيدة الموت والعنف والاصطفاء السلالي في عقول طلبة المدارس، وهو الأمر الذي يكشف عن الواقع الحقيقي الذي يمر به قطاع التعليم برمته في مناطق المليشيا، وما خلفه الانقلاب الحوثي من أوضاع كارثية لحقت بالعملية التعليمية.