شكل إخفاق المنظمات الإنسانية الدولية في تلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين من الحرب في الساحل الغربي، خاصة بعد استكمال الهلال الأحمر الإماراتي أغلب مشاريعه وأنشطته الإنسانية هناك، تحدياً أساسياً للمقاومة الوطنية التي كانت وجهة المُناشدة للمتضررين من حرب المليشيا الحوثية بالذات النازحين الذين شملتهم الأضرار والتبعات بالدرجة الأولى.
 
وبصرف النظر عن توظيف العواطف الجياشة في تقييم الأمور فقد كانت المقاومة الوطنية ذراعا عسكرية تجابه جماعة عنصرية متطرفة، استدعت مواجهتها حشد الطاقات بهدف الوصول إلى النصر، ولم تكن قط مؤسسةً أو منظمة خيرية؛ لكن قائدها العميد طارق محمد عبدالله صالح كان له وجهة نظرٍ مختلفة أكثر تفهماً لطبيعة الواقع المعاش في الساحل الغربي، منذ الوهلة الأولى لبناء وتشكيل هذه القوة.
 
 
تدخل منقذ للحياة 
مع حالة "الفراغ الإغاثي" الذي شكله غياب منظمات العون الدولي، سرعان ما اتخذت قيادة المقاومة الوطنية التدابير اللازمة لتغطية ما أمكن من احتياجات النازحين والمناطق المنكوبة من حرب الحوثيين، فبدأت "خلية الأعمال الإنسانية" التابعة للمقاومة احتواء الوضع بتعزيز أنشطتها الإنسانية والخدمية والتنموية الفعالة بعد أن قرر رئيس المكتب السياسي توجيه أكبر قدر من الدعم الممكن لتنفيذ مشاريع خدمية وإنسانية.
 
ومنذ أن دخلت المقاومة الوطنية مضمار العمل الإنساني، استطاعت تغطية الكثير من الاحتياجات، خاصة احتياجات النازحين والصيادين وأسر ضحايا الحرب؛ وقد أحدثت مشاريعها الإنسانية فارقا كبيرا في حياة النازحين، سواء في الأيام العادية أو في المناسبات الكبيرة التي تُسجل فيها المقاومة الوطنية حضورا إنسانيا ملفتا بكل المقاييس.
 
لقد كان الحافز الأكبر في أخذ النشاط الإنساني بعين الاعتبار لدى المقاومة الوطنية هو الحاجة الملحة لمثل هكذا تدخل منقذ للحياة في بيئة عصفت بها الحرب الحوثية وأحدثت تبعاتها مأساة كبيرة تعيشها آلاف الأسر في الساحل الغربي، هي اليوم بأمس الحاجة للعون الإنساني.
 
 
تكثيف الجهود
يوافق اليوم ال 19 من أغسطس، اليوم العالمي للعمل الإنساني، وهي مناسبة دولية خصصتها الأمم المتحدة للاعتراف بمجهود العاملين في المجال الإنساني، خاصة أولئك الذين فقدوا حياتهم وهم يقدمون المساعدات الإنسانية للمتضررين، وعلى هذا المضمار سابق المئات من العاملين لدى خلية الأعمال الإنسانية للمقاومة الوطنية وفازوا بمقدار جهودهم التي بذلوها لتقديم المساعدة لأسر بالآلاف في الساحل الغربي على مدى السنوات الماضية.
 
يتحدث المسؤولون في خلية الأعمال الإنسانية، أن قيادة المقاومة عادةً ما تحثهم بتكثيف الجهود والوصول إلى الأسر الأكثر احتياجا أينما كانت في الساحل الغربي، وهذا ما اتضح مثلًا في مشروع ال "5000 سلة غذائية" والمشاريع التي لحقتها عندما وصلت فرق الخلية الإنسانية إلى أطراف المناطق المحررة لإعانة الأسر التي تقطن على مقربة من خطوط المواجهات.
 
منذ تأسيس المقاومة الوطنية بدأت خلية الأعمال الإنسانية تعمل بشكل تدريجي وفق الإمكانات المتاحة، وكانت شريكًا فاعلا مع الهلال الأحمر الإماراتي في بادئ الأمر ثم تطورت أنشطتها مستقبلا إلى أن غدت جهة مُبادرة وممولة ومنفذة في آن واحد للمشاريع الإنسانية والتنموية.
 
 
قطاعات مختلفة
وانفردت الخلية في مهمات إنسانية ذات أعباء ومسؤوليات كبيرة؛ لكنها كانت قادرة على تولي مسؤولياتها الإنسانية في هكذا متطلبات  ِملحة، وهذا ما يتعلق بعمليات إيواء النازحين على سبيل المثال لا الحصر، الذين أغرقت السيول مخيماتهم أو تضررت إثر الحرائق كما حدث في مخيم بالدريهمي مؤخرا عندما تولت خلية الأعمال الإنسانية إنشاء مساكن جديدة للنازحين وتعويض خسائرهم المادية.
 
وكانت قطاعات المياه، التعليم، الصحة، الإغاثة، دعم الصيادين، والأنشطة الاجتماعية، معقل الاهتمام لدى خلية الأعمال الإنسانية باعتبارها قطاعات متعلقة بالأمن المعيشي والحياتي للناس، وكون بعضها متعلق بتطبيع الحياة وتوجيهها نحو مزيد من الاستتباب والاستقرار، لذا كانت هذه المجالات في صدارة اهتمامات خلية الأعمال الإنسانية للمقاومة الوطنية.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية