اسوشييتد برس: موجة ثالثة مميتة من كورونا في مناطق الحوثيين والأطباء مجبرون على تزوير شهادات الوفاة
نشرت وكالة اسوشييتد برس الأمريكية تحقيقا موسعا سلط الضوء على دور مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في تفشي وباء كورونا وازدياد أعداد الوفيات بالفيروس في ظل موجة ثالثة من الوباء تجتاح مناطق سيطرتهم.
وقالت الوكالة في تحقيقها الحديث، إن الأطباء في مناطق سيطرة الحوثيين مجبرون على تزوير سبب الوفاة بكورونا في الأوراق الرسمية ولا توجد احترازات أو إرشادات بشأن التجمعات العامة لاسيما في تشييع الجنازات
وأكد التحقيق ارتفاع أعداد الوفيات في الوقت الذي تشهد فيه صنعاء ومناطق أخرى في شمال اليمن موجة ثالثة مميتة من فيروس كورونا وفقًا للأطباء والسكان.
وأشار إلى أنه من الصعب معرفة عدد الذين أصيبوا باكورونا أو ماتوا حيث فرض الحوثيون تعتيمًا إعلاميًا على الحالات المؤكدة والوفيات الناجمة عن كوفيد -19، مع ارتفاع أعداد الوفيات في الوقت الذي تشهد فيه صنعاء ومناطق أخرى في شمال اليمن موجة ثالثة مميتة من فيروس كورونا وفقًا للأطباء والسكان.
ونقلت الوكالة عن مسؤول صحة بالأمم المتحدة في اليمن تأكيده أنه كانت هناك موجة كبيرة من COVID-19 والحوثيون يعرفون ذلك جيدًا، وقد كانت مراكز العزل في مناطق سيطرة المليشيا ممتلئة وأعداد المصابين تضاعفت ثلاث أو أربع مرات.
وتضيف الوكالة على لسان باحثة اليمن في هيومن رايتس ووتش أنه منذ بداية الوباء لم يتعامل الحوثيون معه بجدية وقد عرقلوا حتى الجهود الدولية للمساعدة في محاربتها في مناطق سيطرتهم، في وقت أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن أن الحوثيون حظروا اللقاح في مناطق سيطرتهم ثم وافقوا على السماح بألف جرعة فقط، ولم يجروا أي حملات لتشجيع الناس على التطعيم.
وطبقا للتحقيق فقد أجبرت معارضة الحوثيين للقاح كورونا الأطباء وغيرهم من السكان على السعي للحصول على التطعيم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، وسجل كثيرون بمن فيهم عمال الإغاثة العاملون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون على الإنترنت وسافروا سرا إلى مدن مثل عدن ولحج وتعز للتلقيح ضد كورونا.
التحقيق أفاد أنه برغم ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس يواصل الحوثيون إقامة فعاليات عامة بما في ذلك تجمعات التجنيد وتشييع الجنازات التي حضرها الآلاف دون اتخاذ تدابير احترازية ضد الفيروس.
ونقلت اسوشييتد برس عن أطباء وعمال إغاثة وسكان أفادوا بأن حالات الإصابة في الشمال آخذة في الارتفاع بسرعة مع زيادة الجنازات على ما يبدو لضحايا الفيروس، في وقت أفاد عاملون صحيون بامتلاء 24 مركزاً للعزل في الشمال منذ منتصف يوليو، وطُلب من مرضى كثيرين التزام منازلهم لعدم وجود خيارات أخرى.
ووجد حفارو القبور في مقابر صنعاء صعوبة في العثور على مساحة لمقابر جديدة، مع تقديرات بدفن 30 شخصا يوميا في مقبرة بمنطقة "الجراف" طوال الشهرين الماضيين العديد منهم نساء وكبار السن، بينما تحدث أطباء في مستشفى جبلة بمحافظة إب عن استقبال المستشفى يوميا ما يقرب من 50 شخصًا يعانون من أعراض تشبه أعراض Covid-19.
وطبقا للمصادر التي اعتمد عليها التحقيق فقد عيّن الحوثيون مشرفين أمنيين في المستشفيات للسيطرة على تدفق المعلومات بين الطاقم الطبي وأسر المرضى.