حقق إنجازا تاريخيا لتونس والعرب.. تعرف على السباح أحمد الحفناوي صاحب أول ميدالية ذهبية
وبفضل تتويجه بالذهبية الأولى لتونس والعرب في أولمبياد طوكيو، أصبح الحفناوي الذي لا يتجاوز عمره 18 عاما، أصغر رياضي عربي يتوج بميدالية ذهبية أولمبية في تاريخ الألعاب الاولمبية وذلك عن سن 18 عاما وسبعة أشهر و22 يوما، محطما بذلك الرقم الذي كان بحوزة العداءة البحرينية من أصل كيني روث جيبيت والتي أحرزت ذهبية سباق 3000 متر موانع في دورة ريو دي جينيرو 2016 عن عمر 19 سنة و8 أشهر.
وبجانب ذلك الرقم التاريخي، تمكن أيوب الحفناوي من تجاوز مواطنه محمد خليل الجندوبي المتوج بفضية في رياضة التايكواندو ليصبح أصغر رياضي تونسي يعتلي منصة التتويج الأولمبي.
وأنهى أحمد أيوب الحفناوي الدور النهائي لسباق 400 متر سباحة حرة في الصدارة بتوقيت قدره ثلاث دقائق و43 ثانية و36 جزءا بالمائة ليحصد الذهب، فيما فاز بالميدالية الفضية الأسترالي جاك ماكلوجلين متأخرا بـ0.16 ثانية عن الحفناوي وعادت الميدالية البرونزية إلى الأميركي كيران سميث الذي سجل توقيتا قدره ثلاث دقائق و43 ثانية و 94 جزءا بالمئة.
وقال أيوب الحفناوي في تصريحات نقلتها إذاعة "المنستير" التونسية بعد لحظات من نهاية السباق: "أحمد الله أني حققت حلما كبيرا وهو التتويج بميدالية اولمبية، فرحتي مضاعفة لكوني نجحت في انتزاع الذهبية، السباق لم يكن سهلا ولكنني وضعت كل طاقتي ولم أفكر وأنا أخوض الخمسين مترا الأخيرة إلا في إنهاء السباق متصدرا، انا مدين لكل من ساعدني وشجعني لأحقق هذا التتويج".
وأضاف:" كوني بطلا أولمبيا فهذا أمر رائع لي ولتونس".
جدير بالذكر أن الحفناوي سيكون أمام فرصة المراهنة على ميدالية أخرى عندما يخوض سباق 800 متر سباحة حرة وهو الاختصاص الذي تعود التألق فيه.
ويعد تتويج أحمد أيوب الحفناوي إنجازا باهرا بكل المقاييس بالنظر إلى الإمكانيات المادية المحدودة التي وفرها له الاتحاد التونسي للسباحة واللجنة التونسية الأولمبية، إذ أشارت مصادر من داخل الاتحاد إلى أن تكلفة تحضيرات الحفناوي لم تكن كبيرة بل اقتصرت على معسكر تحضيري داخلي ثم فترة قصيرة في مدينة أنطاليا التركية.
وقال محرز بوصيان رئيس اللجنة الأولمبية التونسية لوسائل الإعلام داخل المسبح الأولمبي بطوكيو: "هذا الإنجاز مدعاة للفخر ليس للسباحة فقط وإنما لكل الرياضيين التونسيين، تحدثنا مع الحفناوي قبل يوم من السباق ولاحظت أن معنوياته مرتفعة وثقته بنفسه عالية، كنت على يقين من أنه سيهدي تونس ميدالية ولكن المفاجأة السارة أنه توج بالذهب، من حقنا أن نفخر به".
بدورها، قالت وزيرة الرياضة التونسية سهام العيادي إن أيوب أدخل الفرحة على كل التونسيين وذلك في يوم له رمزية ومكانة في تاريخ البلاد وهو ذكرى إعلان الجمهوية الموافق للخامس والعشرين من يوليو.
وقالت العيادي على صفحتها الرسمية على فيسبوك: "في عيد الجمهورية التونسية 25 يوليو الشباب والرياضة عنوان السعادة في تونس وصانع الحدث في طوكيو، السباح التونسي الشاب أحمد الحفناوي من مواليد 4 ديسمبر 2002 يتحصل على الميدالية الذهبية في السباحة اختصاص 400 متر سباحة حرة ولاعب التايكواندو الشاب محمد خليل الجندوبي مواليد 1 جويلية 2002 يتحصل على ميدالية فضية".
وتابعت: "أول ميدالية ذهبية لتونس بعد 9 سنوات في الألعاب الأولمبية في السباحة، أيوب الحفناوي تونسي التكوين، تدرب وتكون في المسابح التونسية على يد المدرب جبران الطويلي البالغ من العمر 30 سنة فقط وهو مدرب ومرافق السباح الأولمبي منذ 2012، سباح تونسي يتدرب تحت إشراف إدارة فنية تونسية ومدرب تونسي وفي فريق تونسي عريق في اختصاص السباحة وهو نادي الترجي".
وضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور للبطل الأولمبي الشاب، فيما تصدرت مقاطع فيديو لرفع العلم التونسي وعزف النشيد الرسمي صفحات فيسبوك، حيث احتفى التونسيون بالحفناوي فيما أشادت وسائل الإعلام العربية والعالمية بما وصفته مفاجأة عظيمة في قلب طوكيو خصوصا أن السباح التونسي هزم عمالقة السباحة في العالم أمثال الأميركي سميث والأسترالي ماكلوجلين.
ونشرت صفحات تويتر وفيسبوك مقاطع فيديو تظهر فيها أفراد عائلة الحفناوي وهم يتابعون بشغف سباق الدور النهائي ويدخلون في فرحة هيستيرية لحظة نهاية السباق بفوز ابنهم وصعوده على المنصة أثناء مراسم التتويج.
جدير بالذكر أن آخر ميدالية ذهبية أولمبية تونسية في السباحة كانت منذ 9 سنوات في ألعاب لندن 2012 لأسامة الملولي في سباق 10 كلم في المياه المفتوحة.
ولم تغب تونس عن جدول الميداليات في الألعاب منذ دورة 2008 في سيدني حيث فاز الرياضيون التونسيون على الأقل بميدالية في 2008 و2012 و2016.
وتوجت تونس على مر تاريخ مشاركاتها في الألعاب الأولمبية بخمس عشرة ميدالية منها خمس ذهبيات وثلاث فضيات وسبع ميداليات برونزية.