على النقيض من الحال الذي عاشته صنعاء وما جاورها من المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران خلال أيام عيد الأضحى، لم تخلو مدينة في المناطق المحررة من مظاهر الاحتفاء بهذه المناسبة التي يميل إليها المزاج الشعبي بكثير من الفن والترفيه وأساليب الفرح المتعددة.
 
منذ أول أيام عيد الأضحى شهدت المناطق المحررة، مهرجانات غنائية وعروضاً سينمائية ومسرحية بمناسبة حلول العيد، كما اكتظت الحدائق بالزوار الذين انتظروا هذه الأيام بشغف للتخفيف من أعباء الحرب الحوثية التي حلت بهم على مدى سنوات.
 
لم يتخلف الساحل الغربي عن اللحاق بقافلة الفن والتراث والفرحة العيدية، حيث تنطلق الليلة في العاصمة المؤقتة لمحافظة الحديدة  أولى فعاليات مهرجان الخوخة الترفيهي الأول، الذي يقام برعاية ودعم العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، وتنظيم وإشراف مكتب الثقافة في المحافظة.
 
تصدرت محافظات تعز وعدن وحضرموت قائمة المحافظات التواقة لإحياء طقوس العيد، من خلال مهرجانات وعروض فنية ومسرحية أقيمت في هذه المدن وغيرها من المدن والمناطق المحررة لجذب السكان نحو فرصةٍ ترفيهيةٍ تعيد إليهم أمل الحياة من خلال هذه النوافذ الفنية المتنوعة.
 
واجتذب مهرجان قلعة القاهرة العيدي في موسمه الرابع بمدينة تعز آلاف الحضور الذين اكتظ بهم مدرج قلعة وساحة العرض، وجميعهم قدموا للاستمتاع بالحفل الغنائي الفني الذي أحياه فنانون وفرق طربية من داخل المحافظة وخارجها.
 
عدن هي الأخرى التي كان لها حضورها البارز في مراسيم الاحتفالات العيدية، حيث عادت إليها العروض السينمائية هذا العام وشهدت أيام العيد الثلاثة عروضاً لمجموعة من الأفلام العالمية قدمت على مسرح قاعة ليلتي السينمائية، بالإضافة لحفلات غنائية وعروض مسرحية قُدمت في مسرح حديقة "نيو عدن".
 
في زخم هذه الأفراح والفعاليات التي أنعشت أيام العيد في المناطق المحررة، بدت صنعاء عاصمة يكتسحها الظلام، يتيمة محرومة من حقها في الاحتفاء والتألق والمنافسة في اجتذاب الجماهير، بسبب الإجراءات الحوثية التي صادرت حريات الناس وعطلت دور الفن وأجهزت على كل ماهو جميل.
 
ليست صنعاء وحدها من عاشت هذه العتمة في ضياء العيد، إنما محافظات أخرى مثل عمران والمحويت وصعدة ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة المليشيا التابعة لإيران حصرت فيها المليشيا احتفالات العيد عبر رحلات تقيمها للأطفال وعوائل قتلاها إلى المقابر لزيارة القبور والأضرحة.
 
وبين هذا وذاك يبدو جليًا فارق الحياة بين المناطق المحررة وتلك الخاضعة للمليشيا الحوثية، ففي الأولى يجد الناس حقهم في الفرح والاحتفاء، وفي الثانية تمزق المليشيا كل صور الفرح لترفع بدلًا عنها شعارات الموت والضغينة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية