في قلب مدينة المخا حاضرة مدن الساحل الغربي، ثمة ما يثير الدهشة في صخب الحياة، تمتلئ الشوارع والأسواق بالناس وهم يحاولون استيفاء كل احتياجاتهم ولوازمهم في آخر يومٍ يفصلهم عن إشراقة صباح عيد الأضحى المبارك.
 
ذاته الحال بدا اليوم وخلال الأيام القليلة الماضية في الخوخة وحيس والدريهمي والتحيتا.
 
 كل مناطق الساحل الغربي تنتظر قدوم العيد بفرحةٍ بهيجةٍ يسعى عبرها الناس لتناسي جراحات صنعتها بهم مليشيا الحوثي ذات يوم، والانفراد بشعور الفرح والمسرات فقط.
 
كانت أسواق الأضاحي الأسبوع الماضي تعج بالمئات من الناس، يتوافد كثيرون من أرباب الأسر إليها سباقًا على شراء أضحية مناسبة، لم يمنع غلاء الأسعار سكان الساحل الغربي من شراء أضاحيهم وتلبية واجبات العيد واحتياجات الفرح بكل جدارة مهما كانت التكاليف.
 
فريق من وكالة "2ديسمبر" ومجموعة من مراسلي الوكالة كان لهم حضورهم عن كثب في الاطلاع على ذاك النشاط الدؤوب لسكان الساحل الغربي من مديرية الدريهمي وصولا إلى المخا وغيرها من المديريات، حيث بدا الناس يسابقون الوقت كي لا ينقصهم شيء مما يتم الفرحة.
 
في محال الملابس وأكشاك بيع الحلويات، على البسطات التي تبيع ألعاب الأطفال والألعاب النارية، يقتني الكل ما يلزمهم وفق سعتهم المادية وقدرتهم الشرائية، ففي الأسواق الشعبية والعامة يجدُ المشتري كل ما يحتاجه بمقدار ما لديه من مال، هنا البضاعة كما يقول الباعة تلبي احتياجات الجميع بلا استثناء.
 
لم ينسَ كثيرون من أبناء الساحل الغربي أن يستذكروا أيامًا خوالي عاشوها في أفراحٍ ومناسبات كهذه قبل سنوات، عندما كانت مليشيا الحوثي الإرهابية تسيطر على مناطقهم وتجثوا على صدورهم، فالكل هنا يضمر في قلبه الأسى لتلك الأيام التي عاشوها في ظلم الكهنوت وصلفه وإرهابه.
 
الوقوف في مكانٍ ما من مدينة المخا في نهار هذا اليوم لبضع الوقت ومطالعة حركة الناس وهم يملأون أسواق المدينة بينما المآذنُ تصدح بالتكبيرات إيذانًا بدنو العيد من موعده، يشعر بمذاقٍ استثنائي لعيد الأضحى، فهنا الجميع يندفعون بكل طاقاتهم نحو فرحةٍ تنتظرهم في الغد.
 
تحت أفياء أمان القوات المشتركة يستظل أبناء الساحل الغربي اليوم آمنين مطمئنين، لقد ودعوا سنواتٍ عاشاوها في جحيم المليشيا الحوثية، وبخلاف تلك السنوات المعتمة بظلامٍ دامس، تبدو إشراقة صبح الأضحى على موعدٍ مرتقب لفرحة هانئة أحق بها هؤلاء الناس.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية