إن مرّ أحدهم اليوم بحي "المسنى" شرق مدينة الحديدة مضى في أرجائه خائفًا يترقب نهاية مصيره، الخطر هناك يهدد كل قدم تطأ تراب الحي الذي حوله الحوثيون إلى حقل ألغام كبير يفتك بين الحين والآخر بأهالي الحي وزواره، أفرادًا وجماعات.
 
لقد ظلت الشواهد الدامغة على إجرام الحوثيين حاضرة في المناطق التي بلغتها المليشيا ذات يوم، ثم اندحرت منها، وما منطقة المسنى في مديرية الحالي بالحديدة منا ببعيد عن ذلك الواقع المعتم، هنالك حيث صبت المليشيا جم حقدها قبل أن تُدحر بهزيمة ساحقةٍ قاسية ألحقتها بها القوات المشتركة.
 
 المزارع والطرقات وأفنية المنازل والمراعي ومناطق الاحتطاب وسبل جلب المياه، وكل مكان يمكن أن يمر به عابر، ملأتها مليشيا الحوثي بالألغام والعبوات الناسفة والأشراك الخداعية المختلفة، في نية مبيتة قصدت بها حصد أرواح المواطنين الأبرياء وإهلاك الدواب والمواشي.
 
تبين إحصاءات حصلت عليها "2ديسمبر" من مصادر طبية وشخصيات على صلة بالضحايا، أن عدد الضحايا منذ تحرير الحي بسبب الألغام والعبوات التي تركها الحوثيون خلفهم يزيد على 35 شهيدًا، من ضمنهم 11 شهيدًا من عائلة واحدة.
 
وتحدث للوكالة أحد المقربين من الطفلة فاطمة جلاجل، إحدى ضحايا الألغام الحوثية في المسنا، مبينًا أن عشرة أشخاص من عائلتها كانوا قبلها ضحايا لألغام المليشيا الحوثية، أما المواطن الذي يدعى الحاج خنبش فكان يملك ناقة ووليدها كمصدر رزق لحياته بعد مقتل زوجته ونجله بلغم في الحي، ثم نفقا إثر انفجار لغم حوثي في محيط المسنا.
 
 عشرات المزارع التي كانت مكسية بالخضرة تُصدر الخير لأهالي الحي والأسواق القريبة، تحولت اليوم إلى أراضٍ جدباء كل ما فيها سراب، وأصبحت هذه الحقول الزراعية حقولا لألغام الحوثيين تنتزع روح كل من يحاول الاقتراب منها كان بشرًا أو دابةً تسير إلى مرعاها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية