صور| في حيس والدريهمي... ورش صناعة الفخار تستعيد عافيتها بعد عودة الحرفيين
في عديد من مُدن اليمن عُرف نوعٌ من الفخار على مدى عقود بـ "الفخار الحيّسي" نسبة إلى مديرية حيس التي عرفت بصناعة الفخار أكثر من غيرها من مدن ومناطق الساحل الغربي، وشكلت هذه الصِنعة الحرفية جزءًا من ثقافة وهوية المديرية الواقعة جنوب محافظة الحديدة.
الدريهمي هي الأخرى ارتبط الكثير من سكانها بصناعة الفخار ومثلت هذه الحرفة بالنسبة لهم مصدر رزق أساسي، إلا أن حيس ظلت دائما في صدارة مناطق الساحل الغربي في إنتاج وتسويق الفخار، بيد أنه وأثناء سيطرة الحوثيين على هذه المناطق وخوضهم الحرب فيها ضد الأبرياء تراجع نشاط هذه الحرفة إلى درجة توقفها كليًا لفصلٍ من الزمن.
حاليًا ومع انجلاء ليل الكهنوت عن مدينة حيس وبعض من مديرية الدريهمي، رجع الكثير من الحرفيين من مواطن النزوح إلى مساقط رؤوسهم وأعادوا فتح عديد من الورش المتخصصة بصناعة الفخار ليعيدوا إلى هذا النشاط الحرفي ألقه من جديد.
ويصنع الحرفيون المسكونون بهذا الموروث الشعبي أواني فخارية متعددة الأشكال والأحجام، تُستخدم لأغراض الطهي والشرب وتقديم الأطباق، خاصة في أرياف تهامة المتمسك أبناؤها بهذا الموروث، كما يتم تسويق كميات كبيرة من هذه الأواني إلى أسواق المحافظات الأخرى.
وغالبًا ما تعرض الأواني الفخارية المصنوعة بأيادٍ تهامية بحتة في الأسواق الشعبية، ويزداد الإقبال عليها من قبل المشغوفين بالحرف اليدوية، ومن يقتنونها لتقديمها كهدايا أو للاحتفاظ بها كجزء من الثقافة الشعبية.
في مواعيد الأسواق الشعبية الأسبوعية في الحديدة مثل سوق الجمعة بالدريهمي وبيت الفقيه، أو سوق الأربعاء في المنصورية، والإثنين بالمراوعة، وغيرها من الأسواق على امتداد تهامة، لا بد أن تكون المنتجات الفخارية متعددة الأشكال والاستخدامات في صدارة المنتجات المعروضة للبيع.
قلة هي الأواني الفخارية التي تعرص للبيع دون زخرفة، لكن الغالبية منها يأبى صانعوها إلا أن يزينوها بزخارف متعددة تعطي هذه الآنية منظرا جذابا بألوان زاهية لاستمالة الزبائن لشرائها في أسواق البيع والعرض.