فيديو| مزارعو "وادي رمان" في الدريهمي ينعشون الحياة في جنبات الوادي بعد أن أقحله الحوثيون
لسنوات عجاف ظل وادي رمان الشهير في مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة يواجه خطر انقراض أشجار النخيل التي تمتد على مرأى العين في الوادي الفسيح، حيث وأثناء سيطرة الحوثيين على الوادي هجر المزارعون أعمالهم فيه فتعرض للإهمال طويلًا.
يشكل وادي رمان إحدى واحات النخيل في الساحل الغربي، وهو أيضا من الوجهات السياحية لكثيرين باعتباره واحدًا من أكبر أودية النخيل، وكان أيضًا مزارًا يقصده سكان الساحل وغيرهم قبل الحرب الحوثية لمشاهدة تفاصيل الطبيعة الآسرة في الوادي.
مئات من أشجار النخيل الباسقة نفقت نتيجة العطش، وعدم قدرة المزارعين على الاعتناء بمزارعهم في الوادي عندما كانت المليشيا الحوثية تتخذ منه موقعًا عسكريًا، الأمر الذي جاءت انعكاساته السلبية على المزارعين الذين يعتمدون في مداخيلهم على ما تجود به أشجار النخيل من البلح والتمور.
يقول السكان المحليون لوكالة "2ديسمبر"، إن مليشيا الحوثي الإرهابية اتخذت من أغلب المواضع في الوادي ثكنات عسكرية ومخازن لأسلحتها، كما هيأت فيه الكثير من المخابئ لأفرادها، وكل ذلك على حساب المزارعين الذين لم يجدوا بدًا من القبول بقدرٍ ضئيل من جني التمور لم يكن يكفي لإعاشة أسرهم.
قلة هم المزارعون الذين كانت مزارعهم مكشوفة ولم تتخذها المليشيا في أغراضها العدوانية؛ لكنهم واجهوا عناء الحصول على الوقود لتشغيل مضخات المياه وري المزارع، عوضا عن عدم قدرتهم على تسويق ما ظفروا به من محصول بسبب إغلاق الحوثيين للطرق وعزوف المشترين عن القدوم إلى الوادي خشية التعرض لخطر المليشيا.
وبحسب الأهالي، فإن الحوثيين وقبيل طردهم من الوادي عمدوا إلى تلغيم مساحات كبيرة منه ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من المزارعين؛ لكن القوات المشتركة بعد التحرير سخرت جهودا هندسية كبيرة لإزالة الألغام والعبوات الناسفة من أرجاء الوادي وأمنت عددا من الحقول الملغومة لإتاحة المجال أمام المزارعين بالعودة إلى مزاولة أنشطتهم.
من جديد عادت الحياة لتدب في الوادي منذ فجر التحرير، هنالك وجد المزارعون فرصتهم لإنقاذ آلاف من أشجار النخيل من النفوق بسبب العطش، واستطاعوا غرس فسائل جديدة في المساحات التي قحلت بهدف إعادة الوادي إلى سيرته الأولى.
على جنبات الوادي يحتفظ المزارعون إلى اليوم بمئات من أشجار النخيل التي قضى عليها العطش أثناء وجود الحوثيين في الوادي، يضعونها في مداخل الوادي أمام أعينهم وأعين الزائرين كشواهد تحكي إجرام المليشيا في حقبة من الزمن كادت أن تُهلك كامل الوادي كله لو دامت لسنوات إضافية.