تحذير أممي من سقوط عواصم الأقاليم الأفغانية بقبضة طالبان
حذرت الأمم المتحدة من سيطرت حركة طالبان على أكثر من 50 من بين 370 مقاطعة في أفغانستان منذ مايو/ أيار الماضي.
وقالت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان ديبورا ليونز الثلاثاء، إن الحركة سيطرت على أكثر من 50 من بين 370 مقاطعة في البلاد.
وحذرت من أن تصاعد الصراع "يعني تزايد الخطر الأمني في العديد من الدول الأخرى، سواء القريبة أو البعيدة".
وأضافت ليونز لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قائلة: "هذه المناطق التي تمت السيطرة عليها تقع حول عواصم أقاليم، مما يشير إلى أن طالبان تتمركز بحيث تسعى للسيطرة على هذه العواصم فور انسحاب القوات الأجنبية بالكامل".
وتتقدم حركة طالبان رويدا نحو كسب المزيد من الأراضي على حساب الحكومة الأفغانية، مستغلة انسحاب القوات الغربية بعد 20 عاما من الوجود.
وبعدما أسهم قرار انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي في منح عناصر طالبان الزخم لاستكمال عمليات الزحف، نحو أقاليم تسيطر عليها الحكومة، يبدو أن واشنطن بصدد مراجعة خطتها، نحو إبطاء وتيرة الانسحاب من أفغانستان.
فقد أعلن البنتاجون، الإثنين، أنّ وتيرة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان قد تتباطأ إذا واصلت حركة طالبان تحقيق مكاسب ميدانية في الهجمات التي تشنّها على جبهات عدّة، مشدّداً في الوقت عينه على أنّ هذا الأمر لن يؤثّر على الموعد النهائي لإتمام الانسحاب والمقرّر في 11 سبتمبر/ أيلول.
وفي رده على سؤال بشأن الهجمات التي تشنّها طالبان الأفغانية، وتأثيرها على وتيرة الانسحاب الأمريكي، قال المتحدّث باسم البنتاجون جون كيربي خلال مؤتمر صحفي إنّ "الخطط يمكن أن تتبدّل وتتغيّر إذا تغيّر الوضع".
وأضاف: "إذا كانت هناك أيّة تغييرات يتعيّن إجراؤها بما يتعلّق بوتيرة أو نطاق أو حجم الانسحاب في أي يوم أو أسبوع معيّن، فنحن نريد الاحتفاظ بالمرونة للقيام بذلك".
وكان بايدن قرّر في أبريل/نيسان الماضي، خلافاً لتوصية الجيش، سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001.
وقد تمّ حتى اليوم إنجاز أكثر من 50% من عمليات الانسحاب.
ومن المقرّر أن يلتقي بايدن في البيت الأبيض الجمعة القادم الرئيس الأفغاني أشرف غني، وكبير مفاوضي حكومته في المفاوضات مع طالبان عبد الله عبد الله.
وفي موازاة الانسحاب الأمريكي، تحقّق طالبان تقدّماً ميدانياً على حساب القوات الأفغانية التي تنكفئ منذ مايو/ بوتيرة تثير القلق، وباتت الحركة موجودة تقريباً في كل ولايات البلاد وهي تطوّق مدناً كبيرة عدة.
وتتبع الحركة استراتيجية سبق وأن طبقتها في تسعينيات القرن الماضي للسيطرة على الغالبية الساحقة من أراضي البلاد وفرض نظامها، الذي أطيح به بعد الغزو الأمريكي عام 2001.