تعمدت ميليشيا الحوثي إعلان الحرب على مختلف وسائل الإعلام لأنها تخشى الحقيقة، وكونها تمارس مختلف الجرائم والانتهاكات بحق الشعب اليمني لذا فقد أعلنت حرباً شرسة ضد وسائل الإعلام منذ أن انقلبت على الدولة بقوة السلاح.

 

حرصت ميليشيا الحوثي على تقييد الحريات الإعلامية وتكميم الأفواه، وتناست أن ذلك سينعكس وبالاً عليها، لم تتوقف ممارساتها في تضييق ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه بل امتدت لتطال وسائل التواصل الاجتماعي التي توقفها من حين إلى آخر، واتجهت نحو انتهاك خصوصيات الناس بتفتيش جوالاتهم الشخصية، وثمة المئات بل الآلاف من المواطنين يقبعون في سجون ومعتقلات الميليشيا ويتعرضون للتعذيب لا جرم لهم سوى أنهم كما تزعم الميليشيا وجدت في جوالاتهم رسائل يشكون لبعضهم واقعهم المرير الذي تفرضه عليهم الميليشيا.

 

عدم قبول الرأي ومعاداة من ينتقد ممارساتها صفة تتسم بها هذه الميليشيا التي حولت حياة اليمنيين إلى جحيم وقادتهم إلى الموت جوعاً ومرضاً.

 

في ذات السياق أظهرت دراسة مسحية أعدها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، أن حرية الإعلام في اليمن شهدت انتكاسة كبيرة منذ اقتحام ميليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء بقوة السلاح نهاية العام ٢٠١٤، حيث قامت بمهاجمة عدد من وسائل الإعلام وما تلاها من انتهاكات.

 

وتشير الدراسة إلى إعادة فتح 20 وسيلة إعلامية بعد إغلاقها في حين لا تزال 15 وسيلة إعلامية أخرى متوقفة منذ نهاية العام 2014.

 

وسجلت الدراسة 22 قناة فضائية يمنية حكومية وخاصة وحزبية حتى نهاية العام 2017، 18 قناة تبث من خارج الأراضي اليمنية، و8 قنوات تبث من داخل اليمن وهي قنوات حكومية استخدمتها ميليشيا الحوثي لصالحها.

 

وتضمنت الدراسة أن وسائل الإعلام النشطة حتى نهاية العام 2017 بلغت 258 وسيلة إعلامية ما نسبته 68% مواقع إخبارية، و14% إذاعات محلية، و8% مطبوعات (صحف)، و8% قنوات فضائية، والتي في الداخل اليمني تتبع ميليشيا الحوثي التي تحاول من خلالها تضليل الشعب وتغطية جرائمها.

 

وأكدت الدراسة وجود 37 إذاعة محلية تعمل في اليمن، منها 9 إذاعات تتبع السلطات الحكومية و28 إذاعة تتبع جهات ومؤسسات خاصة، 5 منها أعيد تشغيلها بعد توقفها في نهاية العام 2014، في حين 21 إذاعة محلية تم افتتاحها بعد اتقلاب الميليشيا على الدولة في سبتمبر من العام 2014.

 

حيث توزع البث الإذاعي على 8 محافظات يمنية، تمثل محافظة حضرموت وصنعاء أكثر الأماكن تتواجد فيها الإذاعات المحلية بنسبة 70% فيما توزعت بقية الإذاعات بين محافظات إب وتعز والجوف ومأرب والحديدة وعدن.

 

فيما شهدت المواقع الإخبارية الإلكترونية انتشارا واسعا مقارنة بالوسائل الإعلامية الأخرى ما بعد انقلاب الميليشيا الحوثية في سبتمبر 2014، فقد أشارت الدراسة إلى وجود 177 موقعا إخباريا، منها 34% تم إنشاؤها خلال الثلاث السنوات الماضية، في حين أن 37% من المواقع النشطة محجوبة من قبل ميليشيا الحوثي الكهنوتية.

 

وشهدت الصحف الورقية والمجلات انتكاسة كبيرة في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، فقد توقفت 13 صحيفة ومجلة ورقية عن الصدور، في الوقت الذي شهدت مدينتا عدن ومأرب انتعاشا في إصدار الصحف.

 

ويرى مراقبون أن زيادة وسائل الإعلام المناهضة للميليشيا الحوثية وسيلة مهمة لتعرية هذه الميليشيا الإرهابية وفضح جرائمها بحق الشعب، كما أن اندفاع المواطنين لفضح هذه الميليشيا وعدم الخوف منها لا يقل أهمية عن دور المقاتلين في الجبهات، وسيعجل ذلك بزوال هذه الميليشيا التي عاثت في الأرض فساداً، خاصة عندما يتحول كل مواطن إلى إعلامي وصحفي لنقل الحقيقة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية