الثقب الأسود للحوثي «رئيس الرئيس».. نفوذ قوامه صداقة الطفولة وزمالة الكهف مع زعيم المليشيا
تلقت وكالة "2 ديسمبر " اليوم الجمعة، تقريرا أعده العضو السابق في لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة بشأن اليمن "جريجوري جونسون "، ومركز صنعاء للدراسات، تناول تزايد نفوذ القيادي الحوثي المدعو أحمد حامد، المعين من المليشيا التابعة لإيران مديرا لمكتب ما يسمى المجلس السياسي الأعلى (رئاسة الدولة ).
أشار التقرير إلى العلاقة الخاصة التي تربط حامد بزعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي منذ الطفولة،وخلال تمرد الحوثيين الأول عام 2004، أمضى الاثنان معًا أسابيع داخل كهف تحت الحصار في جبال صعدة.
كما دعم حامد قيادة عبدالملك للحوثيين عقب مقتل المدعو حسين الحوثي بذريعة الحاجة إلى أحد من النسل المزعوم للنبي محمد كقائد للمليشيا، ووقف ضد محاولة الزعيم القبلي عبدالله الرزامي السيطرة عليها، وفق التقرير.
وكان ذلك من أهم أسباب نفوذ حامد الذي يصفه سكان صنعاء بأنه "رئيس الرئيس" كما قال التقرير الشهري لمركز صنعاء للدراسات (غير حكومي)، واعتبره أحدث تقرير صادر عن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن أنه "ربما يكون أقوى زعيم مدني حوثي من خارج أسرة الحوثي".
رَجُل عبدالملك
وبحسب التقرير فإن حامد هو رَجُل عبدالملك الحوثي في صنعاء، وإن تعيينه مديرا لمكتب رئيس المجلس السياسي أتاح لعبدالملك رصد المشاط في حالِ أصبح قويًّا أكثر مما يجب، لكن حامد استخدم سلطته لزيادة نفوذه في صنعاء، حتى أنه دخل في صراع مع أفراد من عائلة الحوثي.
وأوضح أن حامد لعب مع المدعو محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا، دورًا أساسيًّا في تعيين المشرفين في مؤسسات الدولة، وإن الأخيرين يقدمون تقاريرهم إلى حامد ويأخذون منه توجيهاتهم.
وأشار إلى أن عددًا محدودًا من الأشخاص في صنعاء حاولوا تحدي حامد، ومنذ 2018 استقال وزراء الصحة والسياحة والمياه،في الحكومة غير المعترف بها للمليشيا بعد صدامات علنية معه. كما أن مسؤولًا آخر انتقد حامد علنًا، لكن منزله استُولي عليه كما احتُجز أحد أقاربه.
وقال التقرير إن حامد جمّد الحسابات البنكية لمعارضين آخرين.
وتعتقد لجنة خبراء الأمم المتحدة أن حامد يرأس أحد الأجنحة الثلاثة المتنافسة داخل جماعة الحوثيين، إلى جانب المدعو محمد علي الحوثي، ووزير الداخلية المدعو عبدالكريم الحوثي، عمّ عبدالملك.
ووفق تقرير مركز صنعاء فإن نفوذ مدير مكتب المدعو مهدي المشاط تنامى حين أصبح الأخير رئيسًا للمجلس السياسي عام 2018.
ونقل عن مصدر في صنعاء قوله إن المشاط لا يُشارك في المعاملات الورقية التي تمر عبر مكتبه، مما يسمح لحامد المعروف بإدمانه للعمل باكتساب المزيد من السلطة والنفوذ.
استيلاء على الأموال والمساعدات
تطرق التقرير إلى دور حامد في استحداث كيانات وهيئات تتولى، مع أخرى قائمة بينها صناديق متخصصة، ربط مصادر مهمة لتمويل الحوثيين بالمجلس السياسي الذي يسيطر عليه فعليا.
ونقل التقرير عن مصدر وعضو في البرلمان بصنعاء قولهم إن حامد حوّل أموال كلٍ من الهيئة العامة للزكاة وصندوق رعاية الشباب والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات إلى سلطة مكتبه، كما حاول السيطرة على موارد الأوقاف عبر إنشاء الهيئة العامة للأوقاف وربطها بمكتب الرئاسة.
ويترأس حامد "المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية" الذي يشرف على استلام وتوزيع جميع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، فيما شدد عبدالملك على أن جميع المساعدات الدولية يجب أن يتم تنسيقها من خلال المجلس، ما يدل على دعمه لعملية تذهب فيها السلال الغذائية الثمينة وموارد المساعدات الأخرى إلى حيث يريدها حامد بالضبط.
ووظف حامد المساعدات كسلاح وأداة لمكافأة الموالين ومعاقبة المعارضين.
وأظهر تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس عام 2020، أنه في وقت من الأوقات كانت ثلاث وكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة تدفع رواتب شهرية يبلغ مجموعها 10 آلاف دولار لكبار المسؤولين في المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، ومن المفترض أن حامد كان أحدهم.
وكل ثلاثة أشهر قدمت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مليون دولار إلى المجلس، مقابل تأجير المكاتب والتكاليف الإدارية، ومنحت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة المجلس مبلغ 200 ألف دولار أخرى للأثاث والألياف الضوئية.