تحولت مئات المزارع الشاسعة في محيط مدينة حيس جنوب محافظة الحديدة إلى أراضٍ جدباء قاحلة يغزوها التصحر، مذ أن هجرها مزارعوها خشية الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران فيها، وعمليات القصف الحوثي اليومي الذي يستهدف سكان المدينة، ويعترض طريق أي مزارع يحاول الوصول إلى مزرعته.
 
ونادرًا ما كان سكان القرى المحيطة بمدينة حيس يلجأون إلى أعمالٍ أخرى دون الزراعة ما عدا اصطياد الأسماك كمهنة متوارثة، حيث تعد المزارع الخصبة في محيط المدينة أحد أهم مصادر الإنتاج الزراعي لسكان حيس، كما كانت مصدر رزق أساسي لآلاف الفلاحين.
 
وقال عبدالملك راشد في قسم الأمن الغذائي لدى الصليب الأحمر الدولي عن الوضع في مديرية ‎حيس: ‏"أصبح أهل حيس القريبة من خطوط النار غير قادرين على الزراعة، وإن استطاعوا فهم لا يقدرون على بيع محاصيلهم." بحسب ما نشره الصليب الأحمر الدولي على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي.
 
ولا ينفك الحوثيون عن زراعة الألغام بشكل مستمر مستهدفين على وجه الخصوص الأحياء السكنية وطرق المركبات والطرق الراجلة والمزارع، في أسلوب متعمد، الهدف منه إيقاع ضحايا كُثر في أوساط المدنيين الذين يتحركون عبر هذه المسارات بشكل دائم.
 
وذكر الصليب الأحمر الدولي في التدوينة ذاتها أنه وزع مؤخراً مساعدات نقدية لحوالي 4000 أسرة متضررة في مديرية حيس، لمساعدتهم على تغطية احتياجاتهم الأساسية.
 
ومثلت الزراعة في حيس والساحل الغربي عمومًا العمود الفقري لاقتصاد الناس ومدخولهم المادي، حيث يعرف هذا الامتداد التهامي بخصوبته وجودة إنتاجه الزراعي، والأهم توفر المياه الصالحة للري، الأمر الذي ساعد مزارعي تهامة على زراعة محاصيل مختلفة طوال العام ورفد الأسواق المحلية بأصناف مختلفة من الخضروات والفواكه، وحتى الأعلاف.
 
وتراجع الإنتاج الزراعي في الحديدة والساحل الغربي على حدٍ سواء، منذ أن شرع الحوثيون بتكديس ألغامهم في المزارع والطرق الواصلة إليها، إذ هجر كثير من المزارعين مزارعهم خوفًا من هذا القاتل المدفون الذي تسبب في سقوط مئات الضحايا من المزارعين طوال سنوات.
 
ولدى العديد من المهتمين بقطاع الزراعة ظلت تهامة تعرف بأنها سلة اليمن الغذائية منذ عقود خلت، استنادًا إلى ما ينتجه السهل التهامي ويصدره إلى السوق المحلي؛ إلا أن الواقع اليوم بات مختلفًا مع تحول حقول الزراعة الخضراء تلك، إلى حقول ألغام سوداء تتهدد حياة الناس وتؤرق عيشهم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية