لم تخلُ منطقة أو مكان معين في الساحل الغربي من ألغام مليشيات الحوثي الكهنوتية، فقد زرعت الألغام والعبوات الناسفة في كل مكان في المزارع والمنشآت الحكومية والجسور والقرى وبأشكال متعددة، لتجد المقاومة المشتركة نفسها في ظل هذه الجريمة أمام مهمة وطنية ينبغي الشروع بتنفيذها فورًا.

 

تفيد معلومات موثوقة حصلت عليها "وكالة 2 ديسمبر"، عن قيام المليشيات الحوثية بزرع الألغام والعبوات الناسفة في مداخل القرى والطرق والجسور والمزارع العسكرية، متابعة أن المليشيا زرعت حقول الألغام في مساحات شاسعة من مديريات الساحل الغربي، بما في ذلك المناطق غير العسكرية، والمأهولة بالسكان.

 

وبحسب مصادر ميدانية، تنوعت الألغام الحوثية، واختلفت خطورتها من حيث المكان والأسلوب المتبع في تمويه اللغم ومكان زراعته، موضحة أكثر "هناك ألغام بحرية وبرية يتم زراعتها وتمويهها بحسب طبيعة الأرض"، مبرهنه بمثال "هناك ألغام مموهة على هيئة أحجار".

 

المقاومة أمام مهمة وطنية

وأمام هذه الجرائم الإرهابية، أصبحت مهمة المقاومة الوطنية لا تقتصر على تحرير المناطق من المليشيا الإرهابية لتحرير السكان من المعاناة، امتدت إلى حماية المواطنين من ألغام المليشيات الحوثية، خصوصًا بعد أن حصدت الألغام خلال الفترة الماضية عشرات الضحايا بصفوف المدنيين.

 

مهمة قال مصدر في المقاومة الوطنية لـ "وكالة 2 ديسمبر"، أنها لا يمكن تأجيلها، متحدثًا عن توسيع الفرق الهندسية العسكرية خططها لتشمل جميع المناطق والمزارع ومداخل الجسور والطرقات الرئيسة والفرعية لاسيما الخاصة بمرور المواطنين والمواشي.

 

وبحسب المصدر، فقد وجهت قيادة المقاومة المشتركة بتطهير الساحل الغربي من حقول الألغام والعبوات الناسفة الحوثية، مشددة في توجيهها على ضرورة تأمين القرى والعزل التي تم تطهيرها من عصابات الحوثي، ونزع الألغام من مداخل القرى والجسور والمزارع الخاصة بالمواطنين قبل الترتيب لدخول المواطنين بأمن وأمان، ذلك أنها تحرص حرصًا كاملًا على سلامة الموطن الذي كابد المعاناة طوال الثلاث سنوات الماضية.

 

مراحل تأمين المناطق

تبدأ فرق المقاومة الوطنية مهمتها في تأمين المناطق بأشدها خطورة بحسب نائب ركن الوحدات الهندسية في المقاومة الوطنية المساعد عصام حسن الشلح، الذي أوضح أن مرحلة اكتشاف الألغام من أشد المراحل خطورة، ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة إبطال مفعول اللغم وتحويلة إلى قطعة آمنة، ذلك يتم بحسب الشلح عبر خبراء مختصين في مجال نزع الألغام.

 

وبعد ذلك، تنفذ الفرق المهمة الثالثة بنقل الألغام إلى أماكن مخصصة لتجميع الألغام وتوثيقها وإطلاع الرأي العام عليها، لتبدأ أخيرًا المهمة الأخيرة وهي إتلاف الألغام والتخلص منها في مكان بعيد عن المساكن والمزارع.

 

وأكد تكثيف الفرق الهندسية عملها لاستكمال تنفيذ المهمة في أسرع وقت، كاشفًا عن استخراج المقاومة مئات الألغام من المناطق المحررة موضحًا أكثر، أن عدد الألغام التي تم انتزاعها في منطقتي الفازة والجاح حتى اليوم بلغ أكثر من 2100لغم، ومن المخا أكثر من 300 لغم حتى اليوم.

 

وصادفت الفرق، بحسب الشلح، وجود ألغام في أماكن ليست عسكرية ولا دخل لها بالخارطة الحربية العسكرية، مدللًا عن صحة قوله أن الفرق الهندسية وجدت حقول ألغام ميليشياوية في مزارع ومنازل وطرقات للمشاة ومداخل العزل والقرى، وليتضح بذلك بشاعة المليشيا في أوضح صورها، وتعمد استهداف المواطن.

 

لا يكفي تأمين المناطق

لم تقف مهمة المقاومة الوطنية عند انتزاع الألغام وإتلافها، فقد امتدت إلى توعية المواطنين بكيفية التعامل مع الألغام والمتفجرات والقذائف ومدى خطورتها.

 

وبحسب مصدر المقاومة الوطنية، لدى الأخيرة برنامج التوعية بمخاطر الألغام والقذائف غير المتفجرة وكيفية التعامل معها، وعقدت قبل أيام لقاءً في الخوخة لتوعية المواطنين بمخاطر الألغام وضم شخصيات محلية واجتماعيات من مديريات حيس والخوخة والتحيتا.

 

وإلى جانب برنامج التوعية، تسمح المقاومة المشتركة بعودة المواطنين بعد التأكد من خلوها من الألغام الحوثية، حتى لا يكون المواطن ضحية حقد وكراهية المليشيا الحوثية.

 

الآلاف يسقطون ضحايا الألغام الحوثية

وكشف تقرير حقوقي عن تجاوز ضحايا ألغام ميليشيات الحوثي الكهنوتية خلال العام الماضي 8000 ضحية.

 

وقال آخر تقرير للحملة الدولية لحظر الألغام الحوثية أن عدد ضحايا الألغام تجاوز 89058 ضحية واحتلت محافظة تعز الأولى في مقدمة الضحايا، وكانت النساء والأطفال أكثر الفئات تضررًا، بحسب ما تفيد به مصادر حقوقية.

 

وبذلك، يتضح أن ميليشيات الحوثي تركت لها ذكريات سيئة في جميع المناطق التي منيت فيها بهزائم قاسية، وفي زمنها زار الحزن والمأساة غالبية الأسر اليمنية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية