اسطوانة الغاز في مناطق الحوثي.. حلم باهظ الكلفة
يشكو سُكان العاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية، من ابتزاز ميليشيا الحوثي الإرهابية ومساومتها لهم، بتنفيذ شروطها وطلباتها منهم مقابل حصولهم على الخدمات الأساسية والوقود.
وتستغل الميليشيا الغاز المنزلي في التحشيد والتجنيد وجمع التبرعات، وتوزيعه على أتباعها ومنعه عن عامة المواطنين، لبيعه في السوق السوداء، بسعر يزيد على السعر الذي قررته.
وأظهرت نتائج مسح الآثار العميقة للصراع على الأسر اليمنية بشكل عام، ان في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، تكلف اسطوانة غاز واحدة عشرة أضعاف تكلفة الأسر التي لم ترسل أبنائها للانضمام إلى صفوفها والقتال معها، ورفع السعر إلى 14 ألف ريال، بدلاً من 1200 ريال.
وتعاني العاصمة صنعاء من أزمة الغاز المنزلي التي تصنعها الميليشيا بشكل متكرر، والتي بدأت بقوة منذ مطلع مارس 2018 حيث باتت كابوساً يؤرق كل أٌسرة في العاصمة.
عمدت ميليشيا الحوثي إلى رفع أسعار المتطلبات الضرورية لاستمرار الحياة بصورة باهظة الكلفة، ويجد المواطن نفسه مضطراً لشراء هذه السلع والخدمات وفق أسعار الميليشيا الرسمية، وغير الرسمية عبر السوق السوداء.
وأقرت الميليشيا مؤخراً رفع أسعار الغاز المنزلي بنسبة تجاوزت 180%، على سعر التعبئة في مأرب، حيث أقرت شركة الغاز الحوثية، سعر الاسطوانة سعة 20 لتراَ، بـ 6640 ريالا، فيما تصل أسعارها في الأزمات إلى 14 ألف ريال.
ووفقاً لبيانات كانت قد نشرتها شركة صافر فإن السعر الرسمي لاسطوانة الغاز المعتمد من دائرة صافر هو 2300ريال للاسطوانة الواحدة بينما لا يتجاوز سعرها بعد إيصالها إلى العاصمة صنعاء وباقي المحافظات من 3100 إلى 3500 ريال للاسطوانة الواحدة كحد أعلى.
وتشير المعلومات الصادرة عن شركة الغاز اليمنية الخاضعة للانقلاب الحوثي إلى أن أمانة العاصمة تستهلك وحدها حوالي 80 ألف اسطوانة غاز بشكل يومي، إضافة إلى محطات تعبئة السيارات.
اسطوانة الغاز، كان باستطاعة المواطن تعبئتها من محطات تنتشر في مختلف الحارات والأحياء بالمدن اليمنية، وبسعر يقل عن الألف الريال، قبل الأزمة في العام 2011 وتفاقمها بشكل كبير مع الانقلاب الحوثي في 2014، إلا أنها أصبحت اليوم في مناطق سيطرة المليشيا حلما يراود كل أسرة يمنية، ويحتاج الكثير من الإذلال والانتظار حتى يتحول إلى حقيقة، باتت معها أصوات أسطوانات الغاز أشبه بعيد كرنفالي يبعث الحياة في البيوت اليمنية.