سقط الطفل درهم محمد عبد الله 8 سنوات ضحية ألغام ميليشيات الحوثي الكهنوتية فقد رجله بانفجار لغم أرضي على شكل لعبة أطفال في محيط منزل أسرته في قرية المشينة بمديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة، عندما عادت أسرته من النزوح إلى منزلها.

 

قال درهم، أنه وأسرته كانوا نازحين في المخا عندما كانت ميليشيات الحوثي مسيطرة على الخوخة، وعادت الأسرة إلى منزلها بقرية المشينة في مديرية الخوخة بعد تحرير المدينة من قبل القوات المشتركة، مضيفًا أن لغما أرضيا انفجر به جوار المنزل.

 

وأضاف، رأيت اللغم على شكل لعبة أطفال، وأول ما أمسكت بها انفجرت وتضررت أطرافي وجزء من ساقي وتم بتر رجلي لاحقًا. ليتضح بذلك أن المليشيا الكهنوتية لا تفرق بين طفل ومدني وجندي ومقاوم، الجميع في دائرة الاستهداف بالنسبة لها.

 

الطفل درهم، واحد من ضحايا الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي عند الساحل الغربي، والتي راح ضحيتها العشرات، وفقد العشرات أقدامهم، وأصبحوا معاقين جزئيًا.

 

ومن ضمن جولات "وكالة 2 ديسمبر" الميدانية في المديريات المحررة في الساحل الغربي زيارة لضحايا الألغام الحوثية وجد الوفد قصصا مأساوية للمدنيين مع الألغام الحوثية.

 

محمد أحمد حسن نهاري 18 عامًا أحد الضحايا الذين التقاهم وفد الوكالة، فقد ساقه ووالده بانفجار لغم حوثي جوار ميناء الحيمة على ساحل الطاوية.

 

وفي قصته، قال ذهبت للصيد بجوار ميناء الحيمة على ساحل الطاوية وانفجر بي لغم زرعته المليشيا في المنطقة، وأصبت إصابات بالغة بكامل أجزاء جسدي، وفقدت ساقي بسبب اللغم، مضيفًا: "علم والدي بإصابتي فهرع لإسعافي وانفجر به لغم آخر قبل وصوله في نفس المنطقة، وتوفي على الفور، ذلك أن إصابته كانت بالغة".

 

الحاج محمد حسين جوبر 55 عامًا هو الآخر ضحية ألغام المليشيا الإرهابية التي لا تفرق بين شيوخ وأطفال وشباب وأبرياء، أصيب بانفجار لغم أرضي في رمضان الماضي بمنطقة "حتمي" بمدينة الخوخة. قال إنه أصيب بأطرافه وصدره بشظايا لغم المليشيا.

 

ومثلهم منير علي قاسم 14 عامًا وأربعة أشخاص آخرين كانوا برفقته سقطوا ضحية ألغام المليشيا الحوثية. قال إنه كان على متن حراثة برفقه أربعة أشخاص وانفجر بهم لغم أرضي أصيب هو بجروح متوسطة فيما أصيب الآخرون بجروح طفيفة.

 

كل ما سبق مجرد نماذج لضحايا يعيشون في قصص مأساوية بسبب الألغام الحوثية التي زرعتها في مساحات شاسعة من أراضي الساحل الغربي للبلاد، إذ تفيد المعلومات أن المليشيا كانت تزرع الألغام في مسافات لا تبعد عن متر في مناطق عدة بمديرية التحيتا والخوخة جنوبي الحديدة، في محاولة منها لوقف تقدم القوات المشتركة إلى مدينة الحديدة، وفشلت في محاولاتها.

 

وأكد صحة المعلومات، مشاهدة وفد الوكالة خلال زيارته الأسبوع الماضي لمديريات الحديدة، إذ شاهد مزارع ألغام انتزعتها الفرق الهندسية التابعة للمقاومة الوطنية في الخط الرابط بين الخوخة والتحيتا، وفي مديرية التيحتا وميناء الحيمة، ضف إليه مشاهدة مساحات واسعة في الطريق الرئيسي بين الخوخة والتيحتا محفرة بعد انتزاع القوات المشتركة حقول الألغام الحوثية.

 

وأمام هذه الجرائم، قررت المقاومة الوطنية رعاية لقاء موسع للتوعية بمخاطر الألغام بالساحل الغربي في مدينة الخوخة، شارك فيه عدد من الشخصيات الاجتماعية وممثلي السلطة المحلية بمديريات الخوخة والتيحتا والدريهمي وزبيد وحيس، إضافة إلى حضور عدد من المتخصص والمهتمين وممثلي وسائل الإعلام وعدد من ضحايا الألغام الحوثية.

 

وأكد اللقاء، أن ما أقدمت عليه مليشيات الحوثي هي جرائم مع سبق الإصرار والترصد كان ضحيتها أطفال في عمر الزهور وشباب في مقتبل العمر ونساء وكبار السن مضيفين أن عصابة الموت الحوثية وألغامها الفردية وأسلحتها المحرمة لا تفرق بين إنسان وحيوان ونبات.

 

ودان المشاركون جرائم المليشيات الحوثية الإرهابية التي تعمدت زرع الألغام والمتفجرات لإلحاق الأذى بالمواطنين والإضرار بمصالحهم الاقتصادية وبالبيئة الطبيعية في تهامة، وطالبوا جميع القوى السياسية والمنظمات غير الحكومية في اليمن، وكذا منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية بإدانة تلك التصرفات الإجرامية.

 

وأقر اللقاء العمل على تنفيذ برامج توعوية بمخاطر الألغام والتحرك ميدانياً للمناطق المتضررة لتفادي سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، داعيًا المنظمات الحقوقية والناشطين إلى إيلاء هذه القضية اهتماماً خاصاً والتحرك في الداخل والخارج لرفع دعاوى ضد عصابة الحوثي باعتبارها المتورطة باقتراف جرائم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين في اليمن وتحديداً بمديريات الساحل الغربي.

 

كذلك، أقر تشكيل لجنة تحضيرية لإنشاء مركز متخصص للتوعية بمخاطر الألغام والتعامل معها بالتنسيق مع الجهات والمنظمات المعنية، مناشدًا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المعنية تقديم العون المطلوب لإنقاذ أرواح الأبرياء.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية