ما تحقق من إنجازات خلال 33 عاماً في عهد الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح دمرته مليشيا الحوثي الظلامية في 3 أعوام..

 

منذ انتخاب الزعيم الشهيد/ علي عبدالله صالح رحمة الله عليه في الـ17 من يوليو عام 1978م رئيساً للجمهورية وحتى تخليه عن السلطة طوعياً في العام 2012م اتسمت سنوات حكمه بتميز رؤيته القيادية ما مكنه من إحداث الكثير من التحولات في البلاد وصولا إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة، وتمكن رحمه الله من تحقيق إنجازات مشهودة استطاعت تغيير وجه اليمن، وجعلت منه زعيماً سياسياً متفرداً كونه وصل إلى الحكم في خضم ظروف وملابسات أحيط بها الكثير من الصعاب.

 

ففي ظل أجواء مشحونة بالترقب والحذر كان الوطن على موعد مع بشير الخير يوم 17 يوليو 1978. وما كان لأحد أن يجرؤ ليتقدم الصفوف في ظل حالة التيه التي شهدها الوطن في تلك الفترة سوى القائد البطل/ علي عبدا لله صالح الذي نزل عند رغبة أعضاء مجلس الشعب التأسيسي وقَبِلَ اختيارهم له رئيساً للبلاد في وقت كان يعيش فيه الشعب حالة من الذهول الذي تملكه جراء مقتل ثلاثة رؤساء خلال عام واحد. فقد كان الخوف يلف كل زاوية من زوايا الوطن، وظلت الأبصار مشدودة وفي حالة ترقب للمخبوء في قادم الأيام.

 

كانت التركة ثقيلة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ولم يكن كرسي الرئاسة مغنماً في ظل تلك الأمواج المتلاطمة، بل كان مغرماً ويتطلب التضحية والفداء في سبيل رفاهية وتقدم الشعب والوطن.

 

ولقد تحقق لليمن وفي ظل قيادة الزعيم الشهيد / علي عبد الله صالح على مدى 33 عاماً الكثير من المنجزات التاريخية والاستراتيجية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية الشاملة، ولعل أبرزها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المنجز التاريخي العظيم الذي لبى حلم الأجيال اليمنية وجسد طموحها الوطني وتطلعاتها لمستقبل آمن ومستقر وزاخر بالعطاء والنماء كضمان لإرساء قواعد الأمن والاستقرار في الوطن.. كما استطاع بفضل قيادته الحكيمة الخروج الآمن بالوطن من كافة المؤامرات والمخاطر والأزمات التي سعت القوى الحاقدة من خلالها إلى إعاقة مسيرته الحضارية والنيل من استقلاله ووحدته ومكاسبه الوطنية.

 

إيجاد أسس الدولة

كان أول خطاب للزعيم الشهيد رحمه الله أمام مجلس الشعب التأسيسي عقب انتخابه رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة في 17 يوليو 1978م كاشفاً عن توجهات الرئيس الجديد، فقد أعلن أنه يمد يده نظيفة إلى الجميع من أجل بناء الوطن ومن أجل سعادة شعبنا الحبيب وأمنه وسيادته.

 

مضيفاً: "لن نفرق بين مواطن ومواطن إلا من حيث السلوك والممارسة" وطالب أن تتكاتف وتتعاضد معه أيدي الجميع دون استثناء، وأكد أنه جاء "من أجل اليمن وسعادة الشعب".

 

فكان إيجاد أسس الدولة المؤسسية من أبرز القضايا التي عني بها الزعيم الشهيد منذ توليه قيادة البلاد، ولم يكن يتأتى له ذلك سوى ببسط نفوذ الدولة وسيادتها على كل الأرض اليمنية معتمداً على الحوار كوسيلة حضارية مثلى لتجاوز العديد من الأزمات والتحديات التي واجهها الوطن قبل وأثناء توليه مسؤولية القيادة.

 

وبهذا الأسلوب الحضاري تمكن من تعزيز الوحدة الوطنية وإحداث تحولات نوعية في تاريخ اليمن المعاصر، وإخراج البلاد من أي أزمة كانت تواجهها متبنياً النهج الشوروي والديمقراطي قبل إعادة تحقيق الوحدة وبعدها، وظل متمسكاً بهذا النهج كأحد الثوابت الوطنية اللازمة لصيانة حقوق الإنسان وتحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة في سياق التوجه لبناء الدولة المدنية الحديثة.

 

المسار السياسي

استطاع الزعيم الشهيد أن يحدث مساراً جديداً في العمل السياسي يبدأ وينتهي عند حدود التراب الوطني، ينطلق من ثوابت الثورة اليمنية وتغطي أهدافه الطموحات الوطنية بارتباطاتها القومية والإسلامية وهي نظرية يلخصها الميثاق الوطني..

 

وبفضل هذا التحول في النشاط السياسي أمكن لشتات القوى السياسية ان تأتلف على أمر وطني جامع في إطار المؤتمر الشعبي العام، وأن تتحرر من أسلوب العمل النظري والارتباط بالتنظيمات والأيديولوجيات الخارجية، وهذا المسار السياسي أثبت أنه الخيار الوطني الذي التفَّت حوله إرادة شعبية واسعة وثقة لا حدود لها.

 

المسار التنموي

في الجوانب التنموية انفتح عهد الزعيم الشهيد على تحولات كبيرة بحيث أمكن معها القول إن ما تحقق خلال ذلك العهد يكاد يشمل كل ما جاء في عهد الثورة والجمهورية عبر نحو خمسة عقود...

 

وفي العهد الوحدوي سجل اليمن قفزات هائلة على المستوى التنموي أعادت تشكيل ملامح الوطن الجديد إذ إنه في خلال عشرين عاماً من عمر الوحدة تحقق ما لم يكن يتوقعه أحد من إنجازات تنموية في البنية التحتية والخدمات وفي التنمية البشرية.

 

كل تلك التحولات السياسية والاستراتيجية والتنموية هي التي أضفت على يوم السابع عشر من يوليو 1978م أبعاده الوطنية الكاملة وجعلتنا جميعاً نقف بإعجاب واحترام أمام هذه الذكرى المرتبطة بصاحبها القائد والإنسان الزعيم الشهيد/ علي عبدالله صالح رحمة الله تغشاه.

 

مقارنة لابد منها

كل ما سبق وأوردناه من إنجازات متعددة في كافة المجالات تحققت في عهد الزعيم الشهيد خلال 33 عاماً من البناء والإنجاز للأسف دمرته مليشيا الحوثي الإرهابية خلال ثلاثة أعوام فقط ولم يكتفوا بتدمير مؤسسات الدولة وكياناتها وهيئاتها وتدمير الجيش، بل ارتكبوا ما هو أقسى وأشد وهو تدمير النسيج الاجتماعي لهذا الشعب.. والعقلاء فقط هم من يدركون معنى أن تقوم حركة او جماعة وبطريقة منظمة ومدعومة من أطراف خارجية بالعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي لأي مجتمع من المجتمعات، وهذا ما قامت به المليشيات الحوثية تنفيذاً للمخطط المرسوم لهم من أسيادهم في إيران الذين عملوا في أوقات سابقة على تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب العراقي الشقيق وبث الفرقة والتشتت بين طوائفه المختلفة..

 

لقد عاش أبناء شعبنا طوال فترة حكم الزعيم الشهيد/ علي عبدالله صالح في كنف الدولة الوطنية التي كانت تجمع كل اليمنيين تحت عنوان واحد اسمه.. الانتماء لليمن أرضاً وإنساناً حتى سطت هذه المليشيا الكهنوتية على السلطة في اليمن مستبدلة المشروع الوطني الذي أرساه ثوار 26 سبتمبر وعززه الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح طوال فترة حكمه ليستبدلوه بمشروع طائفي سلالي قذر الهدف منه تمزيق وتدمير اليمن أرضاً وإنساناً.

.

لقد استخدم الحوثيون كل الوسائل الإجرامية للوصول إلى أهدافهم الخبيثة إلا أن تمزيق النسيج الاجتماعي لليمن، وبث خطاب الكراهية وشن الحرب على المدن المختلفة بمنطق الانتماءات الضيقة مناطقياً ومذهبياً كانت أكبر جريمة ترتكبها هذه المليشيات.

 

ولكن وبرغم الشرخ المجتمعي الذي أحدثته هذه المليشيات فإن هناك حقيقة ثابتة تبقى نقطة ضوء ستلقف بمشيئة الله كل إفك الحوثي تتمثل في اللحمة الوطنية التي استطاعت في الماضي التخلص من كل الحملات التي استهدفت وحدة النسيج الاجتماعي وبوعي أبناء هذا الشعب بحجم المؤامرات التي تحاك ضدهم  وضد وحدتهم وجمهوريتهم ليتصدوا لهذا المشروع السلالي الرجعي كما تصدوا له سابقاً في الـ26 من سبتمبر عام 1962م عندما هب جميع أبناء اليمن لمساندة ثورة الشعب ضد أعتى نظام كهنوتي رجعي متخلف ليقتلعوا الإمامة من جذورها ويرسوا مبدأ حكم الشعب للشعب وهو الشعار الذي كرسته الثورة اليمنية المباركة منذ قيامها.

 

وهاهم اليوم أبناء أولئك الأبطال من ثوار 26 سبتمبر و14 أكتوبر من منتسبي المقاومة المشتركة المتمثلة في المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية يسيرون على نهج آبائهم حتى اقتلاع المشروع الإمامي الجديد من جذوره واستعادة الجمهورية المنهوبة من أيدي هذه العصابة الكهنوتية المتخلفة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية