بولا يعقوبيان: نضال المرأة اللبنانية يواجه عنفا سياسيا
تعرف بولا يعقوبيان بمواقفها المعارضة وهي السيدة الوحيدة التي استقالت من البرلمان اثر انفجار بيروت رافضة أن تبقى "شاهدة زور".
النائبة المستقيلة من البرلمان اللبناني، بولا يعقوبيان، تعرف بمواقفها المعارضة "الشرسة" لكل المنظومة السياسية رافعة لواء حقوق المواطنين وحقوق المرأة ومواجهة ما تسمّيهم بـ "المافيات".
"يعقوبيان" هي السيدة الوحيدة بين النواب التي اتخذت قرار الاستقالة إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 لتكمل معركتها إلى جانب الانتفاضة الشعبية ومطالبها وضمن مجموعات المجتمع المدني سعيا الى تحقيق التغيير.
وفي حديث خاص لـ"العين الاخبارية" تعتبر "يعقوبيان" أن المرأة التي تتعاطى الشأن العام في لبنان تتعرض للعنف السياسي.
وتؤكد أن الانتفاضة الشعبية لم تفشل انما هي تحتاج الى بعض الوقت لا سيما وأنها تواجه "ديكتاتوريات" عمرها عشرات السنوات، وتعوّل على التغيير الذي بدأ يظهر في انتخابات النقابات والجامعات في لبنان لصالح مجموعات الانتفاضة آملة أن ينسحب أيضا على الانتخابات النيابية المقبلة عام 2022 التي ستكون مرشحة ضمن لوائحها. وهذا نص الحوار : - كسيدة ومعارضة تتعاطى الشأن العام في لبنان ما هي الصعاب التي تواجهينها في ظل الهيمنة الذكورية على القرار؟
في لبنان بشكل عام تعاني المرأة من الضغوط في أي عمل تقوم به عبر التعدي على حقوقها وخياراتها لاخضاعها وفي الشأن العام حيث العنف سائد تتعرض المرأة ايضا للعنف السياسي، ولا سيما التي تتخذ خيار المعارضة، حيث تواجه أيضا الجيوش الالكترونية لشن الحملات ضدها عبر صرف المال والنفوذ للدفاع عن موقع السياسيين ونفوذهم.
مع العلم، أن المرأة في الأحزاب الموالية تمنح فقط الدور التقليدي للظهور أنهم يشاركونها في القرار تحت عنوان المساواة بينما أكبر فريق سياسي لا تتعدى نسبة المشاركة فيه الـ 10 بالمئة.
من هنا أؤكد أن مشاركة المرأة في السياسية ليست فلكلورا بل حق يجب أن يتوسع ويطبق لتشكيل أكبر شبطة حماية لكل النساء في المجتمع. - أنت السيدة الوحيدة التي اتخذت قرار الاستقالة من البرلمان إثر انفجار مرفأ بيروت.. هل تندمين على هذا القرار؟
ما قمت به هو ما أملاه عليّ ضميري نتيجة الكارثة التي أصابت بيروت ولم ولن أندم على القرار الأخلاقي والمشرف الذي كان ردا على مطلب شعبي ولأن من يملك الكرامة لا يبقى في هذا المجلس إلا الذين يسعون لأهداف أو مناصب معينة.
- بعد سنوات طويلة من العمل في الاعلام اخترت قبل حوالي ثلاث سنوات الانتقال إلى العمل في السياسة ودخول البرلمان، أين تجدين نفسك أكثر؟
في الاعلام قد يكون هناك سلام وهدوء أكثر لكنه غير كاف لايصال الصوت وبالتالي يبقى للسياسة تأثيرها الأكبر، مع قناعتي أنه على الجميع في لبنان أن يتعاطى السياسة ولا سيما من باب المعارضة سعيا للتوعية والتغيير في صناديق الاقتراع.
كنت في الصفوف الأمامية للانتفاضة الشعبية التي انطلقت في لبنان في أكتوبر 2019، هل تعتبرين اليوم أن هذه الانتفاضة فشلت لا سيما وأنه لم يتغير شيء باستثناء استقالة الحكومة التي كان يرأسها سعد الحريري؟
لا يمكن القول أن الانتفاضة فشلت ولا يمكن الحكم عليها الآن في وقت يعاني فيه كل البلد من الفشل بسبب المافيات ومجموعة الديكتاتوريات السياسية التي نواجهها والتي لم تترك وسيلة الا واستعملتها لافشال التحركات، من التخوين والعنف ليأتي بعدها وباء كورونا ويضطر بعدها الناشطون الى الانكفاء قليلا وهو ما استفادت منه السلطة.
لذا تبقى الانتخابات النيابية هي الحكم آملين أن لا يعود اللبنانيون وينتخبون جلاديهم الذين أوصلوهم الى الوضع الذي يعيشونه اليوم من الفقر والجوع، وعندها نكون اخترنا مصيرنا بأيدينا.
مع العلم أن نتائج الانتخابات التي أجريت في الفترة الأخيرة في الجامعات والنقابات عكست أجواء الانتفاضة وتأثيرها على أفكار الشباب في لبنان حيث سجلت فوزا كبيرا ضد الأحزاب. - هل ستترشحين في الانتخابات النيابية المقبلة عام 2022؟
نعم بالتأكيد سأخوض هذه المعركة وأترشح ضمن لوائح "تحالف وطني" (مجموعات من المجتمع المدني شاركت في التحركات الشعبية)، ضمن برنامج عمل واضح ينطلق من المبادئ الاصلاحية والتغييرية التي نرفعها، وسنكون 128 مرشحا (عدد النواب في البرلمان) في مختلف المناطق اللبنانية يمتلكون المبادئ والتوجه نفسه بعيدا عن الأحزاب. - كيف تساهم وتعمل بولا يعقوبيان على دعم المرأة اللبنانية وتفعيل دورها؟
منذ ما قبل دخولي البرلمان اشارك في عمل جمعيات ونشاطات وندوات وتحركات لها علاقة بدعم المرأة وتوعيتها وتفعيل دورها، وخلال وجودي في مجلس النواب قدّمت الكثير من مشاريع القوانين المرتبطة بالمرأة وحقوقها، وهذه القضية قضيتي لن أتوقف عن العمل عليها.