على مختلف أوجه الحياة تبدو كوارث الحرب التي خلفتها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، ففي الساحل الغربي بكامل جغرافيته وامتداده لا بد أن تحضر مشاهد قاسية تنبئ من يراها أن إرهابًا وتطرفًا قَدِم إلى هذه المناطق قبل دحره إلى زوال، وهو إرهاب جاءت به مليشيا الحوثي فقضت عليه القوات المشتركة وظلت آثاره باقيةً حتى اليوم.
 
في الدريهمي، حيث آثار حرب العدوان الحوثي باديةً في كل زاوية من المديرية الواقعة جنوب الحديدة، تحولت عدة مدارس هناك إلى أطلال بعد أن اتخذت منها المليشيا ثكنات عسكرية كانت تباشر من خلالها اعتداءات يومية ضد المدنيين وتجعل منها سجونا للسكان أو مخازن للسلاح والتموين وأماكن للمقيل والنوم.
 
تمثل مدرستا أم المؤمنين عائشة، والفتح في منطقة النخيلة بالدريهمي أنموذجا للمدارس التي نال منها إرهاب الحوثيين لأسباب طائفية وعدوانية، حيث ظلت هاتان المدرستان في السابق ثكنتان عسكريتان للمليشيا وبمجرد أن اقتربت عملية تحريرهما أقدمت المليشيا على تفجيرها ونسفها. 
 
منذ تلك اللحظة شاهد الطلاب في النخيلة كيف يحطم الكهنوت مستقبلهم المنشود، ووجدوا أنفسهم مع مدرسيهم منذ ذلك اليوم دون مبنى مدرسي يستأنفون منه العملية التعليمية بعد أن دخلت أفواج القوات المشتركة محررةً مناطقهم من رجس المليشيا وعبث الكهنوت.
 
وفي ظل تقاعس السلطة المحلية - كما يفيد الأهالي - وعدم اهتمامها بالمتابعة وإعادة تأهيل تلك المدارس من جديد، يجد الطلاب والمدرسون صعوبة شديدة في العودة للعملية التعليمية في ظل عدم توافر المبني المدرسي الملائم.
 
 واضطر بعض الناشطين والخيرين من أبناء المنطقة الى السعي الحثيث في إيجاد الحلول المؤقتة لاستئناف العملية التعليمية لأبناء منطقة النخيلة حتى لا يحرموا من حقهم في التعليم وذلك بالعمل على إيجاد خيام دراسية تلبي الحاجة لفصول دراسية مؤقتة.
 
وطالب الأهالي من السلطة المحلية والجهات المعنية بالمنظمات الإنسانية المعنية بقطاع التعليم بالعمل على إعادة تأهيل المدرستين خاصة مدرسة الفتح، حتي يتمكن أبناء منطقة النخيلة من تلقي التعليم شأنهم شأن باقي الطلاب في مختلف المناطق المحررة من الساحل الغربي.
 
وبعيدا عن ظروف الحرب تأتي عوامل الطبيعية كعاملي الرياح الموسمية والتعرية التي أدتا إلى تحريك الكثبان الرملية بشكل مخيف باتجاه مدرسة مصعب بن عمير الأساسية بالعقوم مما أدى إلى طمر ما نسبته 50%من المبني المدرسي فامتلأت 3 فصول دراسية بالرمال الزاحفة وطمرت كذلك المرافق الصحية التابعة للمبني المدرسي وهدمت سوره.
 
صعوبة كبيرة وجدها الطلاب الذين لم تستطع احتواءهم الفصول المتبقية يقصدون المدرسة في مختلف المراحل الأساسية ولا تتسع لهم ما بقي من فصول لم تصل إليها تلك الكثبان التي تحيط بالمدرسة من ثلاثة اتجاهات من الشرق والغرب والجنوب.
 
لم يستسلم المعلومون في النخيلة للظروف التي حلت بهم، بل واصلوا تأدية مهامهم دون تقاعس، أما المعلمون الذين نزحوا من المنطقة ولا زالوا نازحين يعمل متطوعون بدلا عنهم في تغطية الحصص الدراسية حتى لا يحرم الطلاب من صناعة المستقبل ولو بصعوبة وعناء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية