مقابر المليشيا التي استحدثت قبل شهرين تضيق مجددًا بقتلاها
المقابر التي أنشأتها ميليشيات الحوثي الكهنوتية خلال الشهرين الماضيين في العاصمة صنعاء، لم يعد هناك متسع فيها لاستقبال قتلاها، امتلأت بقتلى الشهرين الماضيين الذين وصولوا من جبهة الساحل الغربي حيث تتكبد هناك عشرات القتلى يوميًا، وهاهي تعود مجددًا مطالبة وزارة الأوقاف بحكومة المليشيا الانقلابية استحداث مقابر جديدة لدفن قتلاها، وتقتلع المزارع والمربعات الخضراء في محافظة حجة لاستحداث مقابر جديدة، ليتجلى بذلك صورة واضحة عن حجم الخسائر البشرية الكبيرة التي تُمنى بها في مختلف جبهات القتال، ويتجلى إلى جانبه إصرار المليشيا في المضي نحو تنفيذ الأجندة الإيرانية غير آبهة بأرواح المغرر بهم من أبناء المناطق الخاضعة لسيطرتها الذين يسقطون يوميًا في الجبهات.
فمع اشتداد المعارك عند الساحل الغربي خلال الأيام الماضية، تكبدت المليشيا الحوثية مئات القتلى، لم تجد أماكن لدفن بعضهم في المقابر التي أنشأتها خلال الشهرين الماضيين بعد أن ضاقت بالقتلى الذين دفنوا من قبل، ودفعها ذلك إلى اللجوء مجددًا للأوقاف مطالبة باستحداث مقابر جديدة لدفن الجثث التي تعفنت وفاحت روائحها من ثلاجات المستشفيات الحكومية بصنعاء.
أراضي الأوقاف مقابر جديدة
ووجهت ميليشيات الحوثي وزارة الأوقاف بحكومة المليشيا الانقلابية باستحداث مقابر جديدة من أراضي أوقاف العاصمة لدفن قتلاها الذين تعفنت جثثهم في ثلاجات المستشفيات.
وتحدث مصدر في أوقاف العاصمة، عن إغلاق مقابر العاصمة أبوابها بعد امتلائها بقتلى المليشيا الذين غررت بهم خلال الأيام الماضية إلى جبهة الساحل حيث تعيش هناك أيامها الأخيرة.
ولم يكن ذلك صادمًا للمليشيا، بل شيئًا عاديًا على الرغم أن المقابر استحدثت قبل شهرين، وفق المصدر، الذي واصل تصريحه بالتوضيح أن المليشيا مضت في استحداث مقابر جديدة من أراضي أوقاف العاصمة، مبينًا أن المليشيا أصدرت أمرًا لمكتب أوقاف صنعاء طالبت فيه بتوفير أراضٍ لاستحداث مقابر في العاصمة، لدفن جثث عناصرها، وأنها أشارت إلى امتلاء المقابر القديمة في صنعاء.
بحسب المصدر، استحداث المليشيا للمقابر بشكل مستمر من أراضي الأوقاف يظهر وكأن أراضي الأوقاف وجدت من أجل المقابر ولاحتضان قتلى المليشيا الذين يتساقطون يوميًا في مختلف جبهات القتال، لاسيما في جبهة الساحل الغربي.
مزارع حجة تتحول مقابر جديدة
مقابر العاصمة صنعاء لم تمتلئ وحدها، فقد امتلأت كذلك مقابر محافظة حجة التي تعد أحد المخازن البشرية الكبيرة للمليشيا، حيث تفيد المعلومات عن إغلاق عدد من المقابر في المدينة، واستحداث مقابر جديدة في أراضٍ خاصة سلبتها المليشيا من مالكيها بالقوة.
وأفاد مصدر مطلع في حجة، أن مقابر المحافظة ضاقت بقتلى المليشيا التي ساقتهم إلى المحارق وجبهات الموت، ما دفعها إلى إنشاء مقابر جديدة في المدينة بعد امتلاء المقابر السابقة.
وأكد نهب المليشيا الأراضي العامة والخاصة بالقوة من أصحابها، لاستحداثها مقابر جديدة لدفن قتلاها، متابعًا، أن المليشيا اقتلعت أشجار البن والمربعات الخضراء لاستحداث المقابر.
وقال، في مناطق أخرى بالمحافظة اقتلعوا أشجار القات ليدفنوا في أراضيها قتلاهم الذين وصولوا مؤخرًا من جبهة الساحل الغربي وجبهات أخرى في البلاد.
ذمار لها نصيب من الخسائر
ذمار كذلك، أغلقت بعض مقابرها بعد امتلائها بقتلى المليشيا، إذ تفيد المعلومات أن مقابر في بعض مديريات المدينة أغلقت أبوابها، وأن المليشيا استحدثت بدلًا عنها مقابر جديدة، مؤكدة أن مديريات بالمدينة تستقبل يوميًا عشرات القتلى.
وأكدت مصادر محلية، أن مديريتين في المدينة استقبلت في يوم واحد أكثر من 90قتيلًا زجت بهم المليشيا إلى جبهة الساحل الغربي، موضحة أن ذلك كان في بداية الأسبوع الماضي.
وقبل ذلك، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر مقاعد 60طالبًا فارغة في حفل تخرج بجامعة ذمار كانوا قد لقوا مصرعهم من قبل في مختلف جبهات القتال بالبلاد.
وبذلك، تبدو فاتورة الخسائر البشرية للمليشيا واضحة للجميع بما فيها أبناء تلك المحافظة الذين صحى كثيرًا منهم خلال الفترة الأخيرة ورفضوا التوجه إلى جبهات القتال، وعاد بعضهم من جبهة الساحل، بعد إدراكهم أن المليشيا ترسلهم إلى محارق من أجل مشاريعها الضيقة.