انطلقت بنا السيارة صباحاً من مدينة الخوخة السياحية الجميلة التي عادت إليها الحياة من جديد بعد التحرير، وأصبحت تعج أسواقها وشوارعها بالبشر، باتجاه ميناء الحيمة التابع لمديرية التحيتا محافظة الحديدة، والذي يبعد أكثر من عشرة كيلومترات، وظل من الموانئ اليمنية المجهولة، ووددنا أن نخصه بالزيارة للتعرف عليه، سيما بعد تحريره من عصابة الحوثي الإيرانية في مايو الماضي.

 

على الخط الأسفلتي الطويل تشعر بعودة الحياة من خلال انتعاش حركة السيارات والدراجات وعودة المزارعين إلى مزارعهم والأطفال للهو واللعب بسعادة غامرة وهم يتناولون البلح بكل سعادة، أو يرقصون مع أبناء المقاومة الوطنية المشتركة على أنغام الأناشيد الثورية فرحاً على الرغم من مرور أشهر على تحرير مناطقهم من عصابة الحوثي الكهنوتية الإرهابية..

 

سألنا أحد أبطال المقاومة الوطنية من حراس الجمهورية عن سبب تزايد الحفر في الخط الأسفلتي، فحدثنا عن مآسي الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثي في الطرق والمزارع وفي المدارس والقرى وغيرها، في محاولة لإعاقة تقدم المقاومة، واطلعنا على بعض تلك الأفعال الإجرامية في ميناء الحيمة، حيث لاحظنا نموذجاً من مزارع الألغام في الطريق إليه متقاربة بصورة لا تفصل بين اللغم والآخر إلا مسافة متر لتظهر بشاعة هذه العصابة، وقد قامت الفرق المختصة بنزعها. كل منشآت الميناء دمرها الحوثة خلال سنوات احتلالهم لها، وبرغم ذلك تشاهد الصيادين يعودون بقواربهم لممارسة عشقهم الأبدي، وهم بذلك يطوون الماضي الكهنوتي بكل ثقة.

 

اطلعنا في الميناء على آثار الموت والدمار الحوثية كل شيء حولنا دمروه بوحشية وهمجية، وجدنا بقايا أسلحة معطوبة وألغاماً مرمية تم تصنيعها في العام ٢٠١٧على مقربة من أرصفة الميناء؛ ما يدل على أن عصابة الإرهاب الحوثية لازالت تستخدم الموانئ لتهريب السلاح وشراء المزيد من الألغام..

 

شعرت وأنا أتفحص أطراف هذا الميناء العسكري الذي تم تحريره من عصابة الحوثي وفيه كل هذه التحصينات والترسانة الضخمة من الأسلحة؛ أنني اتجول في ميناء الحديدة الذي ما يزال في قبضة هذه العصابة..

 

تبسمت وقلت للزملاء في المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية: أنتم الآن وكل يمني على موعد مع تحرير ميناء الحديدة من عصابة الحوثي، المسألة مسألة وقت ومثلما تحرر ميناء الحيمة سيتحرر ميناء الحديدة بقوة الله وفضله وتأييده وبعزيمة الرجال الأبطال وستخسر وتُهزم هذه العصابة الإيرانية لامحالة..

 

تتجلى صور فرحة تحرير الساحل الغربي بفرحة المواطنين من أبناء الخوخة والتحيتا والتي لا حدود لها وعودة الحياة وارتفاع معنويات الناس إلى أعلى مستوى والذين يعبرون عن ذلك في التحامهم مع المقاومة الوطنية المشتركة، إلى درجة تشعر بعظمة الوحدة الوطنية التي يجسدها أبناء تهامة الذين سيظلون حراساً أوفياء للجمهورية.

 

*المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية - وكالة 2 ديسمبر الإخبارية

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية