تحالف اليمنيين في مواجهة إيران وملالي الطائفة
استطاعت القوات المشتركة وخلال فترة زمنية قصيرة إرساء قواعد جديدة على الأرض وتغيير المعادلة المختلة في الساحل الغربي بعد أن كانت المليشيات الحوثية الإرهابية تعتبر الجهة الغربية من اليمن ملكية حصرية يصعب منافستها عليها في الميدان.
وبعد أن بدأت الوية العمالقة نسف جدار المليشيات الصلب في الساحل الغربي بتحرير باب المندب وصولاً إلى المخا جاءت ألوية أسود تهامة لتشكل إضافة نوعية ومهمة لأصحاب الارض الذين تم تشكيلهم وتأهيلهم من قبل التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة لتكون هذه الإضافة معولاً صلباً يشارك في هدم جدار المليشيات في مناطق الساحل.
القوات الجنوبية ممثلة بألوية العمالقة والتهامية يمثلها ألوية تهامة مثلت تجربة عسكرية جديدة من حيث زمن تشكيلها وتنسيق عملياتها وتوزيع الأدوار بين الوحدات والقيادات بتراتبية وانسجام كبيرين لم تشهده حتى المناطق العسكرية الأخرى التي لها قيادة هرمية موحدة ومنضبطة.
وبينما كان مسرح العمليات يضج بصولات العمالقه وأسود تهامة دخل رافد جديد إلى هذه القوات تمثل بقوات المقاومة الوطنية الوية حراس الجمهورية ليكتمل الزخم الوطني جغرافيا وسياسيا ومناطقيا حيث تضم ألوية حراس الجمهورية عناصر من كل محافظات اليمن يجمعها هدف أسمى وأغلى هو استعادة اليمن من قبضة الإمامة الكهنوتية.
ولأن أي جيش أو فصيل أو مقاومة ينشد النصر تحتاج إلى قائد ذي حضور وكفاءة وصلابة ومبادئ وإيمان بالقضية التي يحارب من أجلها كان نصيب حراس الجمهورية أحد أبطال الجمهورية وأحد الضباط الذين نهلوا من معين مدرسة وطنية ضاربة الجذور عراقة في الانتماء إلى المشروع الوطني السبتمبري وليس إلى مشروع السلالة والعرق.
وشكل القائد طارق صالح مكسباً واضافة مهمة لمسيرة العمل العسكري للتحالف العربي ضد المشروع الإيراني الحوثي في اليمن لاعتبارات عديدة أهمها أن طارق صالح قادم من قلب المؤسسة العسكرية التي كانت ولا زالت درع الجمهورية وحامي أهداف الثورة السبتمبرية الأم إضافة إلى أن وجوده على رأس قوة جديدة ونشاطه في إعادة تجميع القوات المسلحة اليمنية مثل ضمانة واطمئناناً لأفراد الجيش الذين لبوا نداء الوطن والتحقوا بقوات المقاومة الوطنية.
كما أن انتماء طارق صالح إلى ذات النطاق الجغرافي والاجتماعي والقبلي الذي تتخذ منه المليشيات رافداً لجبهاتها جعل تحركه الأخير وإعادة بناء ألوية حراس الجمهورية بمثابة مخرز في عين المشروع الحوثي الإيراني الذي حاول بقتله للشهيد الزعيم صالح التفرد بقيادة المكون القبلي والاجتماعي في الشمال وتحويله إلى عمق استراتيجي له.
ويمكن القول هنا أن الحضور الذي شكله طارق صالح وقوات ألوية حراس الجمهورية قد دق ناقوس الخطر في عاصمة الشر الإيرانية المتبني الأساسي للمليشيات الحوثية، وجعلها تدرك قرب انهيار وكيلها الرسمي الذي زرعته في اليمن لتهديد أمن المنطقة والإقليم وجعل ملالي طهران تحرك أذيالها في المنطقة واستنفارهم لإدراك كاهن مران ومليشياته من هاوية السقوط المدوي التي تنتظرهم .
ولعل ارتفاع أصوات النعيق والصراخ من عواصم المشروع الايراني سواء من قبل الحشد الطائفي في العراق أو حزب الشيطان في جنوب لبنان تأكيداً على فداحة الخسارة التي تنتظر ملالي طهران وفقيهها المجذوب الذي وجه أذنابه في المنطقة بتوجيه سهام حقدهم وعنصريتهم على أبناء اليمن المدافعين عن أرضهم وجمهوريتهم ومكاسب ثورتهم السبتمبرية.
ولا يمثل طارق صالح عائلة علي عبد الله صالح أو حزب المؤتمر الشعبي العام أو منطقة جغرافية أو قبلية بل ينتمي إلى المشروع الوطني العابر للانتماءات الضيقة وجندياً في صف الدفاع عن النظام الجمهوري والمكتسبات التي ضحى من أجلها اليمنيين بأرواحهم طيلة مراحل الكفاح والنضال.
كان علي عبد الله صالح جندياً في صف الثوار يوما ومدافعا عن الثورة في حصار السبعين وقائدا عسكريا في الساحل الغربي ثم رئيسا وموحدا لليمن وزعيما وشهيدا قدم روحه فداء للجمهورية والثورة التي جعل وصيته تتمحور حولها أولاً وقبل كل شيء وواجه الموت بثبات الأبطال المدافعين عن أوطانهم دون خوف أو توسل لأنه قادم من قلب المشروع الوطني.
ومثل علي عبد الله صالح أبطالاً كثيرين يقدمون أرواحهم في سبيل نصرة جمهوريتهم ووطنهم سواء كانوا جنودا أو ضباطا أو قادة عسكريين أو مقاومين أبطالاً، وطارق صالح القائد اليوم الجندي بالأمس هو أحد هؤلاء الأبطال الذين سيخلدهم التاريخ على صفحاته حماة للوطن وحراساً لجمهورية الشعب ومكاسب ثورته العظيمة.