من المشاهدِ القاسية التي ينفطر لها القلب رؤية طفلٍ يحيا بنصفِ جسد، يضع أحلام طفولته وتطلعات مستقبله جانبًا، ويبحث فقط عمن يعينه على التحرك في أرجاء داره، بعد أن فقد القدرة على المشي والحركة واللعب، وأصبح يعيش أسوأ إعاقةٍ قد يحدثها إرهابُ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بطفلٍ بريء.
 
كان هذا المشهد الصادم للطفل حسن عبدالله أثناء ما كان عمه خالد يأخذه من مكان جلوسه فوق جذع شجرةٍ منداحٍ على الأرض، إلى عربته الخاصة لنقله إلى الداخل، لقد اعتاد حسن على الانتظار طويلًا حتى يأتي من يرفعه ويأخذه إلى مقصدة؛ هو بذاته لا يستطيع الحركة اطلاقا.
 
قصة حسن مع هذا الوضع الأليم بدأت عندما قصفت مليشيا الحوثي الإرهابية منزل أسرته في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، أسفر الهجوم الغادر الذي نُفذ بقذيفة هاون عن استشهاد والد حسن واثنين من أشقائه، وإصابة 7 آخرين ثلاثة منهم بترت إما اذرعهم أو سيقانهم أو أصابعهم، وتفاوتت الإصابات الأخرى من طفلٍ لآخر.
 
فقد حسن كلتا ساقيه اللتين بترتا من أعلى الفخذ، وعلى هذا الحال آمن الطفلُ المنكوب أنه سيقضي حياته بمعاناة قاسية لن تفارقه طوال العمر، وبات من حينها مُعاقًا بصورةٍ تبكي لها ظمائرُ الإنسانية. إنها جريمةٌ وانتهاكٌ وظلمٌ يحمل بصمة المليشيا الحوثيةِ، ويجسد إرهابها بحق الطفولة.
 
هذه الأسرة المنكوبة، لم تكن لها صلةٌ بالحرب، كان الأب يقصد البحر والأبناء المزرعة، يسعون إلى العمل بكفاحٍ منقطع النظير ليتدبروا جميعًا عيشَهم الكريم، فما راق للحوثيين أن تعيش الأسرةُ سالمةً آمنة، قصفوها بقذيفة فحوّلوا حياتَها إلى مأساةٍ أبدية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية