ما إن يطل عليه أحدٌ ليزوره، لا يجده إلا ملقيًا على كرسيٍ من الخشب المحاك بحبال تقليديه، ظل ذاك الكرسي مكان عبدالله الذكيري لعامين، منذ أن أصيب بقصفٍ حوثيٍ استهدف منزله في ساعة أمان، في بلدة الذُكير بمديرية التحيتا، جنوب الحديدة.
 
يعيشُ حياته على هذا الحال، جسدًا ألقى به إرهابُ الحوثيين إلى مصير الإعاقة، فظل هكذا يقضي الأيام والشهور، يعيشُ مأساةً وألمًا طويلا، يحاول أن يتعايش مع أوجاعه منذ فترةٍ طويلة، ولم يجد حتى الآن ترياقًا يعافيه من إصابة بنيران مليشيا الحوثي.
 
في منزله آمنًا مطمئنًا كان عبدُالله، حتى أرسل الحوثيون قذيفةً إلى داره، فأصيب من حينها، وبقيت الضماداتُ تغطي ساقه إلى اليوم، بينما الشفاء الذي يتمناه، لا زالَ حلمًا صعب الحصول عليه في الداخل وتعثر السفر مجددا إلى الخارج حيث الأمل يحدوه بالتعافي هناك. 
 
في مستشفى أطباء بلا حدود الواقع في مدينة المخا، أنقذت روح عبدالله الذي كان يشارف على لفظ آخر أنفاسه، بيد أن ساقه التي كثرت عليها عمليات الجراحة ومحاولات الأطباء في اليمن أو الأردن التي أسعف إليها، لم تحقق النجاح المطلوب لتعيد له القدرة على الحركة والمشي.
 
لا يبارحُ الأطفال مكانًا يقيم فيه والدُهم عاجزًا عن فعل شيءٍ لهم، تقعده الإصابة بينما الصغارُ بلا معيل، يعيشون ظروفًا صعبةً، عله يشرقُ عليهم فجرٌ يرون فيه أباهم وقد استقام جسدُه منتصرًا على إصابته.
 
يعجز عبدالله اليوم وقد باع كل أملاكه أن يجد طريقا إلى خارج اليمن لمواصلة العلاج، كان من المقرر أن يعود إلى الأردن لمواصلة علاجه، لكن الظروف التي خلفها فيروس كورونا، أعاقت رحلة الأمل التي كان يبني عليها عبدالله ليحصل على نتائج أفضل لوضعه الصحي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية