لكلِ قريةٍ وبلدةٍ في الساحل الغربي، قصةُ معاناةٍ مع مليشيا الحوثي، لا بد لها أن تنال جزءً من تبعات حرب الكهنوت ضد اليمنيين، فالطرق التي مرت عبرها المليشيا الإرهابية، ضُرجت بالدم الذي تصبب من أجساد الأبرياء الذين دفعوا الثمن لتلك الحرب الظالمة.
 
 قريةُ الذُكير الواقعة في مديرية التحيتا، حيثُ أغلبِ السكان يعملون في صيد الأسماك، ويعيشون في وضعٍ سيءٍ للغاية، ومع ذلك لم تستثنهم آلةُ الموتِ الحوثية من بنك أهدافها، فدفعوا الثمن مثل غيرهم من أبناء الحديدة.
 
عندما كانت عدسة "2 ديسمبر" توثق المأساة في الذكير، لوحظ على الأرض الحطامُ الذي بقي شاهدًا على مسيرة الكهنوت، إنها بلدةٌ تحولت إلى أطلال تحت طائلة القصف الحوثي، وصارت الخيام  المبنية من القش وسعفِ النخيلِ خواء بعد أن أجبرت عشراتُ الأسر على الرحيل من قبل عناصرِ الحوثي.
 
عشرات الشهداءِ والجرحى، من أبناء قرية الذكير سقطوا طوال الفترة الماضية، في البداية كانت قريتهم ساحة للاعتقال التعسفي من قبل المليشيا، وعندما طردت القوات المشتركة الحوثيين من القرية، عاد الحوثي لينتقم عبر قصفٍ عشوائيٍ لا يطولُ إلا المدنيين.
 
تحدث مواطنون من أبناء القرية إلى فريق الوكالة، حينما نزل لتوثيق الوضع الذي آلت إليه القرية بسبب العدوان الحوثي، في مكان يتوسط القرية أشار أحد المواطنين قائلا: " بهذا المكان كانت بيوتنا قريبة من بعضها حتى انهالت علينا قذائف الهاون الحوثية، وشظايا القذائف وصلت إلى كل منزل".
 
وأضاف: "أربع قذائف متلاحقة سقطت بهذا المكان حيث كانت إحدى السيارات تمر من هنا وأثناء سقوط القذائف تناثرت الشظايا وأصيبت امرأة وآخرون ممن كانوا يستقلون السيارة وتم نقلهم إلى المستشفى الميداني".
 
لا تعد جرائم المليشيا ولا تحصى في مناطق الساحل الغربي، وما قرية الذكير إلا جزء من معاناة تمتد على مرأى البصر، خلفتها آلة الموت الحوثية، التي ما مرت من مكان إلا وارتكبت فيه جريمة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية