بيارق "حُراس الجمهورية" تقض مضاجع المليشيات في صنعاء
في الأفق القريب يُرى أن الإمامة التي جلبها الإرهابيون الحوثيون موشكة على الزوال، فلا قرار في مكان بسعة الجمهورية اليمنية كلها يتيح لهذه الجماعة الكهنوتية البقاء، والانتفاضة التي كان الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح قد أطلقها على المليشيات قبيل استشهاده تعود مجدداً على أيدي الأحرار من اليمنيين، سواء كانوا من أنصار الجمهورية الحالمين بفجر العودة، أو فيالق الجُند المرابطين على تخوم الحديدة في الساحل الغربي في رحلة "استعادة الجمهورية."
في صنعاء، العاصمة المغتصبة على أيدي مليشيات الموت الحوثية تبدو ملامح الانتفاضة الممتدة لائحة في الأفق، إذ ازدانت جدران المدينة بشعارات تمجد الجمهورية وحراسها الأقحاح بوطنيتهم، يرفعها رجال المقاومة الوطنية المتأهبين في العاصمة صنعاء بوجه جماعة الحوثي الإرهابية تزامناً مع الانتصارات التي يحققها رفاقهم على مشارف مدينة الحديدة وفي مديريتي زبيد والتحيتا بالاشتراك مع ألوية العمالقة والمقاومة التهامية.
وتحدث مواطنون في صنعاء عن مشاهدتهم شعارات تحمل وسم وشعارات المقاومة الوطنية وحراس الجمهورية على الجدران في شوارع المدينة. مؤكدين أن تلك الشعارات انتشرت على نحو واسع وكثيف في الأماكن العامة والأحياء والحارات وعلى الطرقات الرئيسة والأماكن المفتوحة. ما يعني أن الوفاء للجمهورية باقٍ في صنعاء ينهش طائفية الحوثي ومشروعه المستورد من إيران.
ويأتي هذا التحرك الداخلي في "العمق الاستراتيجي" للمليشيات كما وصف زعيم الإرهاب الحوثي عبد الملك الحوثي صنعاء سابقاً. تزامناً مع الانفعال الذي يؤز صدور المليشيات الطائفية المناصرة لجماعة الحوثي أمثال حزب الله والمليشيات الشيعية في العراق التي تبلغ الحوثي مد يدها لمناصرته وهو في أسوأ وضعٍ يعيشه بمشاهدة الحديدة تعود إلى واجهة الجمهورية.
وعلى شعارات الانتفاضة كتبت عبارات مناهضة للمليشيات الكهنوتية ومؤيدة لـ "حراس الجمهورية" كعبارات "لا حوثي بعد اليوم" وهي العبارة التي تذكر اليمنيين بانتفاضة الثاني من ديسمبر حالتي أشعلها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، أو عبارة "كلنا حراس الجمهورية" المؤيدة لألوية المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق محمد عبد الله صالح.
ووفقاً لمصادر متطابقة فإن حالة من الخوف والهلع أصابت قيادات المليشيات الحوثية المتواجدة في صنعاء عقب ملاحظتها انتشار هذه الشعارات بالمدينة، حيث كانت المليشيا تظن أنها انفردت بالعاصمة صنعاء وطمست ملامح الجمهورية غير أن هذه الخطوة المفاجئة للمقاومة الوطنية أفزعت المليشيات وأوضحت لها أن "الجمهورية باقية".
ويعزوا مراقبون هذه الخطوة إلى المستوى الكبير من الرفض الشعبي ضد المليشيات الإرهابية في صنعاء، والمناطق التي تسيطر عليها، بالذات في ظل عمليات القمع والاضطهاد التي تقوم بها المليشيات ضد اليمنيين هناك دون أي وازع أو ضمير، واستمرارها في إجبار اليمنيين على مشاركتها في القتال لتقديمهم وقوداً للحرب في المعركة، خاصة في معركة الساحل الغربي لليمن.
وتبدو انطباعات المواطنين التي رصدتها "وكالة 2 ديسمبر" من خلال أحاديث خاصة واطلاع مستمر لمواقع التواصل الاجتماعي، رافضةً للمليشيات الحوثية وأساليبها الهمجية المتصاعدة. وهذا في حد ذاته يُعد منطلقاً معنوياً نابعاً من مواقف اليمنيين إزاء الجماعة الكهنوتية المدعومة إيرانياً.
وكانت شعارات مناهضة كتب عليها عبارات مماثلة انتشرت بين الفينة والأخرى منذ انتفاضة سبتمبر، إلا أن الحضور المؤيد علناً لـ "حراس الجمهورية" وبشعارات لاصقة في أحياء صنعاء كان حديثاً في الظهور وواسعاً في الانتشار فرض حالة طوارئ داخلية في الأوساط الحوثية أربكت حسابات المليشيات وزادت من غيمة الهزيمة في سمائها.
وشكلت صنعاء في الامتداد التاريخي الطويل منبعاً للجمهورية ونقطة التحول في مختلف الحقب الزمنية، وهي اليوم تعود إلى الواجهة مقدمة نفسها مدينة وفية للجمهورية ورافضة للمشاريع الطائفية الداخلية التي جاء أسياد الكهوف يحملونها على مناكبهم ويسعون بكل جهوية لفرضها على اليمنيين.