انتهاكات المليشيا بحق أبناء الحديدة منذ وصول غريفث إلى صنعاء حتى مغادرته متفائلًا
لم تكتفِ ميليشيات الحوثي الكهنوتية بتحويل الأحياء الواقعة خلف مستشفى العسكري بمحافظة الحديدة إلى قنبلة موقوتة بعد إنشاء معمل لصناعة الألغام فيه، ذهبت في انتهاكاتها إلى أبعد من ذلك، هددت ومنعت السكان من النزوح، وبعد ذلك قايضتهم بتسليم أطفالهم للجبهة مقابل الحصول على مساعدات إغاثية تقدمها المنظمات الإغاثية وهي من تشرف على توزيعها في المدينة. ليتجلى بذلك أبشع الانتهاكات الحوثية، وأوضح الصور لاتخاذ المدنيين دروعًا بشرية أمام القوات المشتركة التي ترابط في مطار المدينة.
المدنيون دروعًا لحماية معامل الألغام
قبل يومين، أنشأت المليشيا في منزل محاذٍ للمستشفى معملًا لصناعة الألغام حيث يقع وسط الأحياء السكنية، وعندما حاول سكان من الأحياء النزوح حذرتهم من تعرض مساكنهم للسرقة، وبعد ذلك طلبت من السكان الفقراء تسليم أطفالهم لإرسالهم إلى جبهات القتال عند الساحل الغربي مقابل الحصول على مواد إغاثية.
وأفاد ثلاثة شهود عيان شددوا على عدم ذكر أسمائهم، بتحويل مليشيا الحوثي منزل طباخ مستشفى العسكري إلى معمل لصناعة الألغام والمتفجرات، مضيفين أن انتهاك المليشيا خلق حالة من الرعب والخوف لدى السكان الذين يخشون من تعرضه للاستهداف أو انفجاره، واصفين المليشيا، بأنها حولت الأحياء إلى قنبلة موقوتة.
قال أحدهم: الرعب يسكن الأحياء منع السكان الذين يعيشون في ظروف صعبة من النزوح، وتهديد مشرف المليشيا في الحي المدعو "المحضار" الذي حذر السكان من تعرض مساكنهم للسرقة في حال النزوح من المنطقة.
وبحسب ما ذكره الشهود، يمارس المدعو المحضار تهديدات وعنفاً على السكان، حيث طالبهم بعدم النزوح، حتى يتمكن من استخدامهم دروعًا لحماية الأسلحة ومعامل الألغام والمتفجرات التي أقامها في الأحياء.
تسليم الأطفال مقابل الحصول على إغاثة
ولم تتوقف ممارسات المحضار عند ذلك، فقد طلب من سكان الحي تسليم أطفالهم لإرسالهم إلى جبهات القتال مقابل حصولهم على مواد إغاثية.
وتحدثت مصادر محلية تسكن في الحي، أن مشرف المليشيا المدعو المحضار طلب من السكان تسليم أطفالهم للجبهة مقابل تسليمهم مواد إغاثية تقدمها المنظمات الدولية والإنسانية، متابعًا أن القيادي الحوثي يستغل ظروف السكان الصعبة ويبتزهم لكي يحصلون على ما يسد رمق جوعهم وجوع أسرهم.
ودفعت هذه الممارسات والانتهاكات المليشياوية، سكان الحي إلى توجيه مناشدة للمنظمات الأممية والدولية التي لا ترى ما يحدث في محافظة الحديدة، طالبت فيها بالتدخل لإجبار المليشيا على وقف استخدام المدنيين دروعًا بشرية ووقف الابتزازات التي يتعرضون لها من قبل مشرفي المليشيا حتى يحصلون على مساعدات إغاثية.
تجنيد إجباري في الأرياف
وتزامنت الانتهاكات المليشياوية على سكان أحياء مستشفى العسكري، مع أخرى كانت من نصيب أرياف الحديدة، إذ تفيد معلومات مؤكدة حصلت عليها الوكالة بممارسة ميليشيا الحوثي ضغوطات على مشايخ في مديريات ريف الحديدة لإحضار كل شيخ خمسين مقاتلًا من منطقته من أجل إرسالهم إلى جبهات الساحل الغربي حيث تتكبد هناك خسائر بشرية فادحة على يد القوات المشتركة.
وتحدثت المعلومات أن أطقم حوثية جابت مناطق في مديريات الزيدية واللحية وباجل وبيت الفقيه وجبل راس والمنصورية، وأن قيادات حوثية التقت مشايخ من المناطق طالبتهم بحشد مقاتلين ووعدتهم بتقديم مبالغ مالية وراتباً شهرياً لكل مجند، مشيرة إلى إلزام قيادات المليشيا للمشايخ بحشد خمسين مقاتلًا، مهددة كل من يرفض التعاون معها بإجباره على التوجه إلى الجبهات بالقوة، أو إرساله إلى المعتقل.
وبحسب المعلومات، فقد انشأت المليشيا معتقلًا في عزلة بني حاتم، يديره قيادي حوثي يدعى أبو كربلاء، سيسجن فيه كل من يرفض التعاون مع المليشيا الإرهابية.
وإلى جانب ذلك، استحدثت المليشيا الكهنوتية عشرات الخنادق في شوارع رئيسة وفرعية في مدينة الحديدة، حسبما ذكرته مصادر في وقت سابق للوكالة.
واللافت أن كل ما سبق كانت المليشيا تمارسه لحظة وصول مبعوث الأممي المتحدة لليمن مارتن غريفث للعاصمة صنعاء، وفي لحظة المغادرة قتلت المليشيا رب أسرة نازحة في الدريهمي، وأصابت زوجته وثلاثاً من بناته، وبين لحظة الوصول والمغادرة كانت المليشيا تقتل سبعة مدنيين في المديرية ذاتها، وتمنع الأسر التي تحاول النزوح من الأماكن القريبة من خطوط التماس.
ومع ذلك، غادر المبعوث الأممي مطار صنعاء الدولي متفائلًا، وواصفًا لقاءاته مع قيادة المليشيا بالمثمرة.
والجدير بالذكر أن الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي في الحديدة والمرصودة في التقرير ليست سوى نماذج على سبيل المثال لا الحصر.